بعد أسبوع من وقوع حادث مماثل على متن طائرة تابعة لطيران العال الإسرائيلي، رفض 26 رجلا من المتطرفين الأرثوذكس (الحارديم) الجلوس بجانب مسافرين من تل أبيب إلى فيينا.
وقال احد الركاب” ان المضيفات حاولن اقناع (الحارديم) ولكن بدون جدوى”، واضاف ان الطيار خرج من قمرة القيادة وتمكن من اقناع العديد من الراكبات بالانتقال الى مقاعد مختلفة.
وكان من المقرر أن تغادر رحلة الخطوط الجوية النمساوية رقم OS 860 في الساعة 6:15 صباحا، ولكن نظرا لرفض الرجال المتدينين اليهود الجلوس في مقاعدهم المخصصة، لم تقلع الطائرة إلا في الساعة 6:53 صباحا، مما تسبب في عدم وصول بعض الركاب إلى رحلات الربط من العاصمة النمساوية.
“كانت الطائرة ممتلئة، وبعد ذلك بدأت إحدى مضيفات الطيران المشي هستيريا. وعندما سألناها عما حصل قالت ان بعض الرجال يرفضون الجلوس الى جانب النساء”.
“و كان هناك عشرات من الرجال من (الحارديم) الذين ركبوا الطائرة في آخر لحظة ورفضوا الجلوس إلى جانب النساء. حاولت المضيفات إقناعهم بالجلوس حتى نتمكن من المغادرة في الوقت المحدد، ولكن دون جدوى. وفي النهاية, أجبر قائد الطائرة على الخروج من قمرة القيادة ومحاولة إقناع المجموعة بالجلوس.
“استغرق الأمر وقتا طويلا, وتمكن في نهاية المطاف من إقناع عدة نساء بالانتقال. وكانت احداهن جالسة بالقرب من مخرج الطوارىء”.
“لقد كان حادثا مزعجا جدا. من المفترض أن يستعد الطيار للإقلاع، وليس للتعامل مع ركاب المقاعد. إلى متى سنسمح لهذه المجموعة غير المستنيرة بالتلاعب بطائرة بأكملها وتعطيل بقية جدول المسافرين؟ وقد حان الوقت لأن تجد شركات الطيران حلاً لهذه المسألة “.
كان من المقرر فى الاصل ان تسافر مجموعة المتدينين الى فيينا مع الخطوط الجوية البولندية (LOT)، بيد ان الرحلة الغيت وتم نقل الركاب الى طائرة الخطوط الجوية النمساوية فى اللحظة الاخيرة.
وقدمت الخطوط الجوية النمساوية التعليق التالي: “نأسف لأي إزعاج قد حصل لركابنا. وقد تأخرت الرحلة بسبب أماكن جلوس ركاب شركة LOT الجوية التي ألغيت رحلتها و ركبوا الطائرة في آخر لحظة. ونظراً لكونهم مجموعة كبيرة من الركاب، 26 شخصا، فقد بذلنا كل ما في وسعنا لمساعدة الركاب قدر استطاعتنا”.
وفي الأسبوع الماضي، نقلت شركة العال الإسرائيلية راكبات من مقاعدهن بعد أن رفض أربعة رجال من الأرثوذكس المتشددون الجلوس بجوارهن على متن طائرة من مطار جون إف كينيدي في نيويورك إلى مطار بن غوريون في إسرائيل. و أدى الحادث الذي تسبب فيه الركاب إلى تأخير الرحلة لمدة ساعة و 15 دقيقة.
وقد اثار الحادث موجة من الادانة، بما فى ذلك من رئيس شركة نييس سيستمز – وهى شركة تكنولوجية اسرائيلية كبيرة متخصصة فى البرمجيات والتحليلات المتقدمة – الذى أعلن علنا ان شركته لن تسافر بعد الان على متن الخطوط الإسرائيلية.
وكتب الرئيس التنفيذي باراك إيلام في مقال على موقع “لينكدين”: “لا نتعامل في شركتنا مع الشركات التي تميز ضد العرق أو الجنس أو الدين”. “لن نستخدم شركة الخطوط الجوية الإسرائيلية (العال) إلا بعد أن تغير ممارستها وأعمالها التي تميز ضد المرأة”.
وردا على انتقادات إيلام، كتب جونين أوسيشكين، الرئيس التنفيذي لشركة العال، في بيان أن “ما كتبه الرئيس التنفيذي لشركة إن آي سي إي تم على عجل دون التحقق من الحقائق، وقد أوضحت ذلك له عندما تكلمنا”.
وتابع البيان ان “الافراد الذين تعاملوا مع الحادث المعني فعلوا ذلك بالحساسية الواجبة”. “كل من يسافر مع شركة الطيران لدينا يمكن أن يشعر بالقيم التي بنيت الشركة عليها وهي: شركة مساواة لا تميز بين الدين أو العرق أو الجنس.”.
واكد اوسيشكين انه أمر بتنفيذ اجراءات أكثر صرامة لتجنب وقوع حوادث مماثلة.
وأكد” إنه فى المستقبل فإن أى مسافر يرفض الجلوس بجانب مسافر آخر سيتم نقله فورا من الطائرة”.
أضف تعليق