حذر لاعب وسط نابولي الإيطالي درايس مرتنز زملاءه في المنتخب البلجيكي لكرة القدم من الاستخفاف بالمنتخب الياباني الباحث عن إنجاز تاريخي، وذلك عندما يلتقيان الاثنين في ثمن نهائي مونديال روسيا 2018.
وارتقت بلجيكا منذ بداية النهائيات الروسية لمستوى التوقعات بنيلها العلامة الكاملة في الدور الأول، وتصدرت المجموعة السابعة أمام إنكلترا بالفوز على الأخيرة 1-صفر في الجولة الثالثة بفضل هدف لعدنان يانوزاي.
وبتصدرها المجموعة، تجنبت بلجيكا مواجهة كولومبيا في ثمن النهائي، وستلتقي الاثنين في روستوف مع اليابان التي حلّت ثانية في المجموعة الثامنة بعد خسارتها أمام بولندا (صفر-1) في الجولة الأخيرة.
لكن ما ينتظر “الشياطين الحمر” بعد اليابان، السهلة على الورق نظراً إلى الفوارق الفنية بين الطرفين، هو أكثر تعقيداً… تصدرها للمجموعة وضعها على مسار منتخبات عملاقة مثل فرنسا التي أطاحت بالأرجنتين وليونيل ميسي 4-3 الخميس، والبرازيل في حال تفوقها على المكسيك في ثمن النهائي، والأوروغواي التي أقصت كريستيانو رونالدو والبرتغال (2-1).
تجنب سيناريو كأس أوروبا 2016
لكن على لاعبي المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز التفكير أولاً بما ينتظرهم في مباراة ثمن النهائي في مدينة روستوف، وهذا ما شدد عليه مرتنز المتخوف من تكرار سيناريو كأس أوروبا 2016 حين خرج “الشياطين الحمر” من ربع النهائي على يد ويلز (1-3) رغم أنهم كانوا الأوفر حظاً.
وقال مرتنز “أتذكر مباراة ويلز. الجميع أعتقد أننا سنتأهل من دون اي مشكلة. ثم فجأة، نحن خارج البطولة”، مشدداً “لن نستخف باليابان لأنهم فرق قوي. وصولهم إلى حيث هم الآن، يعني أنهم فريق جيد”.
وبعدما أجرى 9 تعديلات على تشكيلته الأساسية في المباراة ضد إنكلترا، سيعود مارتينيز إلى التشكيلة التي اكتسحت بنما (3-صفر) وتونس (5-2) في المباراتين الأوليين، على أمل مواصلة العروض القوية وقيادة “الشياطين الحمر” إلى ربع النهائي للمرة الثانية توالياً، ومحاولة الذهاب بعيداً والتفوق على انجاز 1986 حين حلوا في المركز الرابع.
ويعول مارتينيز على تألق مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي روميلو لوكاكو صاحب الأهداف الأربعة، وتلقى زخماً إضافياً بعودة مدافعي برشلونة الإسباني توماس فيرمايلن ومانشستر سيتي الإنكليزي فنسان كومباني.
وبدأ فيرمايلن مباراة إنكلترا أساسياً بعد تعافيه من إصابة عكرت تحضيراته للنهائيات وحرمته المشاركة في المباراتين الأوليين، فيما دخل كومباني في ربع الساعة الأخير بدلاً من فيرمايلن، مسجلاً مشاركته الأولى في النهائيات الحالية بعد تعافيه من إصابة تعرض لها أوائل حزيران/يونيو الحالي.
وسيعود المنتخبان بالذاكرة إلى عام 2002 حين تواجها للمرة الأولى والوحيدة في بطولة رسمية، وكانت في الدور الأول لمونديال كوريا الجنوبية واليابان. وانتهت تلك المباراة بتعادلهما 2-2 وتأهلهما معاٍ إلى ثمن النهائي حيث انتهى مشوارهما: اليابان على يد تركيا (صفر-1) وبلجيكا على يد البرازيل (صفر-2) التي توجت لاحقاً باللقب على حساب ألمانيا.
لكن المنتخبين تواجها قبل سبعة أشهر في إطار استعداداتهما للنهائيات وفازت بلجيكا (1-صفر) بهدف للوكاكو.
وستحاول اليابان أن تخلق مفاجأة أخرى في هذه النهائيات التي شهدت تنازل ألمانيا عن اللقب وخروجها من الدور الأول، ثم خروج ميسي ورونالدو من ثمن النهائي في اليوم نفسه.
الأمر الأهم هو أننا تأهلنا
ولكي يحقق “الساموراي الأزرق” هذا الأمر ويبلغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، عليه أن يظهر بمستوى أفضل بكثير من الذي قدمه في مباراته الأخيرة ضد بولندا حين أحجم حتى عن محاولة إدراك التعادل في ربع الساعة الأخير بعدما علم بتقدم كولومبيا على السنغال، وكان ذلك كافياً للتأهل على حساب الأخيرة بفارق نقاط اللعب النظيف، وتحديداً بفارق إنذارين (4 بطاقات صفراء له مقابل 6 للسنغال).
وواجه رجال المدرب أكيرا نيشينو صافرات الاستهجان في الملعب ثم الكثير من الانتقادات نتيجة إضاعة الوقت وتمرير الكرة في منطقتهم، لاسيما من المشجعين اليابانيين الذين اعتبروا أن منتخب بلادهم استخدم قاعدة اللعب النظيف بطريقة غير نظيفة.
وأقر مدافع المنتخب غوتوكو ساكاي “بالطبع، لم يكن الأمر جميلاً في نهاية المباراة عندما أطلق الجمهور صافرات الاستهجان، لكن بالنسبة لنا الأمر الأهم هو أننا تأهلنا”.
وأشار قائد المنتخب ماكوتو هاسيبي إلى أن “الشعور كان غريباً، لكني أعتقد أن كل ما فعلناه كان صحيحاً”.
أكان صحيحاً أم لا، فما فعلته اليابان ضد بولندا، أبرز المفاجآت السلبية في النهائيات، لن يتكرر ضد بلجيكا وسيكون على ممثل القارة الآسيوية التفوق على نفسه لمحاولة إيقاف الترسانة الهجومية الحمراء.
أضف تعليق