النموذج الأول هو المرحوم الشيخ عبدالله بن ملا خلف الدحيان الفقيه المعلم العالم الإمام القاضي الذي كان يحكم بالعدل ويخاف الله عز وجل وحده. رفض تولي مهمة القضاء في أعقاب وفاة المرحوم الشيخ عبدالله خالد العدساني وبعد إلحاح من المرحوم الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت آنذاك وإلحاح العديد أعيان البلاد وافق واشترط أن يكون نائبا وليس أصيلا إلى أن يتم إختيار قاضٍ آخر وزاول العمل بدون أجر وشاءت إرادة الله أن يتوفى بعد توليه هذه المهمة الجسيمة بعام واحد حيث توفي في عام 1931، فقد كان هذا الرجل مدركا لخطوة هذه المهمة.
النموذج الثاني هو المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي العالم المعلم الفقيه القاضي، والذي رفض تولي منصب القاضي في أعقاب وفاة الشيخ عبدالله الدحيان حين طلب منه الشيخ أحمد الجابر ولكنه بعد إلحاح قَبِل شريطة أن يكون لفترة مؤقتة وبدون أجر وشاءت إرادة الله أن يستمر فيها من عام 1931 إلى عام 1972 وكان هو المميز الوحيد في الكويت إلى أن كبر فاعتذر في عام 1972 فتم إنشاء دائرة التمييز.
لقد أراد الشيخ عبدالله الدحيان والشيخ يوسف بن عيسى أن تظل أحكامهما حرة طليقة لا تتأثر بالقيود والمخاوف والمجاملات والمال وأمامهما حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام “قاضي في الجنة وقاضيان في النار”.
الأستاذة د. نجاة عبدالقادر الجاسم.
أضف تعليق