يجد ديشان (49 عاماً) نفسه أمام فرصة أن يصبح ثالث شخص فقط يحرز كأس العالم كلاعب ومدرب، بعد البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانتس بكنبارو.
حمل الفرنسي الكأس بصفته قائداً للمنتخب في 1998 على أرضه، يوم حققت فرنسا لقبها الوحيد حتى الآن في المونديال، ويستعد لمواجهة كرواتيا في المباراة النهائية على ملعب لوجنيكي في موسكو الأحد.
قال ديشان “ربما أكون دائماً في المكان المناسب في الوقت المناسب، لكنني لا أتذمر من ذلك. ربما ثمة مدربون أفضل مني، وآخرون أسوأ مني”.
بحسب لاعب الوسط الدولي الفرنسي السباق ألان جيريس “نستطيع القول أنه (ديشان) محظوظ، لكنه يستحق التقدير أيضاً”.
نجح ديشان في قيادة فرنسا لثاني مباراة نهائية في بطولة كبرى على التوالي، بعد كأس أوروبا 2016 حين خسر على أرضه أمام البرتغال صفر-1 بعد التمديد. في روسيا 2018، اعتبر العديد من المعلقين أن المنتخب الفرنسي كان محظوظاً لوقوعه في المجموعة الثالثة السهلة نسبياً مع الدنمارك والبيرو وأستراليا، كما ابتسم الحظ له في ربع النهائي ضد الأوروغواي، عندما افتقد منتخب الأخيرة هدافه إدينسون كافاني.
وقال لاعب وسط منتخب فرنسا الحالي بول بوغبا عن عامل الحظ الذي يتمتع به مدربه “هذا أمر قلة من المدربين تملكه. لقد فاز مع فرنسا، كان لاعباً رائعاً، قائداً، زعيمًا (…) يعرف اللاعبين جيداً، يعرف كيف يتحدث اليهم، الاقتراب من اللاعبين الأكثر خجلاً”.
واعتبر أن لديشان قدرة على “تمرير الرسالة التي يريدها”، مضيفاً “الحظ هو أمر تصنعه أنت. لا أعتقد بأن الحظ سيلعب دوراً كبيراً في هذه المباراة (النهائي). الفريق الأفضل والأكثر تصميماً والأكثر انضباطاً سيفوز”.
لم يترك ديشان للحظ مكان في خططه. بنى منتخباً صلباً حول دفاع قوي لم تتلق شباكه أي هدف في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.
براغماتي صارم
تعرض أسلوب المنتخب الفرنسي لبعض الانتقادات لا سيما من ناحية عدم إمتاعه وتقديمه للعروض الهجومية في تشكيلة تضم هدافين رائعين هما أنطوان غريزمان وكيليان مبابي، بيد أن الأسلوب الذي يعتمده ديشان حقق النتائج المرجوة حتى الآن.
اختصر غريزمان الجمعة المقاربة الفرنسية في مونديال روسيا “نحن لا نهتم بالطريقة، بل كيف نفوز، وقد فزنا! (…) أريد النجمة (التي يضعها البطل على قميصه)، وإذا كانت لدي النجمة، لا تهمني طريقة اللعب!”.
لم تكن طريق تطوير المنتخب الفرنسي مفروشة بالورود دائماً، فقد اضطر الفريق إلى خوض الملحق ضد أوكرانيا لبلوغ مونديال 2014 بعدما تخلف ذهاباً أمام أوكرانيا صفر-2 قبل أن يفوز إيابًا 3-صفر. وفي نهائيات مونديال البرازيل، خرج “الديوك” على يد ألمانيا التي توجت لاحقاً باللقب.
أما الاستعدادات لكأس أوروبا 2016، فشابتها قضية مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة على خلفية الاتهامات له بالضلوع في عملية ابتزاز لزميله في المنتخب ماتيو فالبوينا على خلفية شريط جنسي للأخير.
أكد ديشان مراراً أنه يضع استقرار المنتخب وتشكيلته فوق كل اعتبار، لذا كان خياره باستبعاد بنزيمة من التشكيلة بعد تلك القضية.
ويقول زميله السابق في المنتخب إيمانويل بوتي لفرانس برس “ديدييه كان دائمًا براغماتياً، واتخذ دائماً قراراته بشكل يعزز تماسك المجموعة. حالة بنزيمة هي الدليل المثالي على ذلك. لم يستدع أبداً لاعبين قد يهددون تماسك المجموعة أو سلطته”.
لم يكن أسلوب اللاعب ديشان مثيرًا، حتى أن النجم الفرنسي السابق إريك كونتونا وصفه بـ “حامل قوارير المياه”، إلا أن مسيرته كانت مظفرة.
بعد تتويجه بطلاً للعالم عام 1998، أضاف اللقب القاري بعد سنتين، كما كان أول قائد فرنسي (والوحيد حتى الآن) يرفع كأس مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما قاد نادي مرسيليا للقب عام 1993، وتوج أيضاً باللقب القاري مع نادي يوفنتوس الإيطالي عام 1996.
في مسيرته كمدرب، قاد موناكو إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004 وخسر أمام بورتو بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو صفر-3، وقاد مرسيليا إلى لقب الدوري الفرنسي عام 2010.
بعد كأس أوروبا 2012، تولى ديشان مقاليد الإدارة الفنية للمنتخب، وبات في المونديال الحالي، المدرب الذي قاده لأكبر عدد من المباريات.
أضف تعليق