توفّيت الفنانة السورية مي سكاف، اليوم الإثنين، ونعى سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، الفنانة المعروفة باسم “أيقونة الثورة” و”الفنانة الحرة”.
الصحافية ديمة ونوس، قريبة مي، كتبت على صفحتها على “فيسبوك”: “الى الأصدقاء، اعتذر عن الرد على اتصالاتكم ورسائلكم.. أنا وعائلتي في وضع نفسي صعب جداً.. نعم، رحلت مي وخسرناها مع خساراتنا الموجعة.. لنا ولكم الصبر.. ولن أسامح من كان السبب.. مي رحلت في ظروف غامضة! بانتظار نتائج التحقيق”.
وولدت مي سكاف في الثالث عشر من إبريل/نيسان عام 1969 وبدأت مشوارها الفني عام 1991، منذ أن كانت تشارك في أعمالٍ مسرحية في جامعة دمشق حيث كانت تدرس الأدب الفرنسي.
ولسكاف أكثر من ثلاثين عملاً تلفزيونياً بدأتها بمسلسل جريمة في الذاكرة عام 1992، وصولاً إلى مسلسل “أنا وإخوتي” عام 2009؛ فضلاً عن أعمال سينمائية كـ”صهيل الجهات” عام 1993 و”صعود المطر” عام 1995.
وكان آخر مسلسل شاركت فيه سكاف هو “أوركيديا” والذي عُرض في شهر رمضان عام 2017.
عُرفت مي سكاف بمواقفها المناهضة للنظام السوري. وتوصف سكاف بأوساط المعارضة السورية بـ”أيقونة الثورة الصامدة”، حيث ظلت صامدة في بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، في ظل أجواء من الإرهاب والمضايقات اليومية.
وكان آخر ما كتبته سكاف على صفحتها على “فيسبوك” هو: “لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”
وتقيم المعارِضة السورية سكاف بريف مدينة باريس منذ نحو عامين، بعد قدومها من الأردن، إثر فرارها من دمشق في يونيو/حزيران 2013، على خلفية اعتقالها مع مجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين في 13 يوليو/تموز 2011، وبعد يوم واحد من إعلان نتائج اللقاء التشاوري الذي عُقد برئاسة نائب رئيس النظام السوري فاروق الشرع، أثناء محاولتهم المشاركة في تظاهرة احتجاجية للفنانين.
وكتبت سكاف بعد أشهر من قيام الثورة السورية، على بعض المواقع الإعلامية، معبرةً عن رفضها مبدأ استقرار البلاد الذي يهدد به النظام السوري، وقالت إنه يحرم الآخرين من المعارضة والتعبير عن رأيهم. كما انتقدت عودة انتشار صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد بكثرة في الأماكن العامة وعلى زجاج السيارات، معتبرةً أنها وسيلة لترهيب وتخويف الآخرين وليست تعبيراً عن الحب والولاء.
وعُرفت سكاف خلال سنين الثورة، بعدم انجرارها لـ”فزاعة الإسلاميين” التي استخدمها نظام الأسد، إذ قالت خلال لقاء سابق مع قناة “سورية الشعب” إن من ساعدها ووقف بجانبها في محنتها في سورية قبل خروجها من البلد هم المسلمون الذين هتفوا باسمها في مظاهرات حماة.
وتساءلت سكاف وقتذاك: “هل من يساعد امرأة وممثلة مسيحية هم إرهابيون؟”، وقالت: “إن كانت مساعدة الناس والوقوف بجانبهم إرهاباً، فإن الإرهاب على رأسي، والله محي الإرهاب” بحسب تعبيرها.
أضف تعليق