يطالب رئيس الجيش الاسرائيلى بابعاد السياسة عن الجيش وسط احتجاجات متزايدة من جانب الاقلية الدرزية ضد قانون تم اقراره مؤخرا يكرس الطابع اليهودى للدولة ويقول المنتقدون انه يقوض قيمها الديمقراطية.
ودعا الملازم أول جنرال. جادى ايسينكوت جميع القادة والجنود الى ابعاد القضايا السياسية المثيرة للجدل عن الجيش. وفى بيان يوم الاربعاء، اكد مجددا على مهمتنا المشتركة وصلتنا الحميمة مع الدروز، وهى الاقلية الناطقة بالعربية التى تعمل فى الجيش.
و كان الدروز، شأنهم شأن الأقليات الأخرى، غاضبين من القانون، الذي يقولون إنه يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية. و ذكر ضابطان درزيان مؤخرا أنهما سيتوقفان عن الخدمة استجابة لذلك، مما أثار مخاوف من انتشار العصيان على نطاق و اسع.
تمكن الدروز، الذين يتبعون فرعا من الإسلام الشيعي، من البقاء في منطقة مضطربة من خلال إظهار الولاء لبلد إقامتهم – وأحيانا على حساب محاربة الدروز الآخرين في ساحة المعركة. في إسرائيل، كانوا مخلصين بشدة للدولة، وارتفعوا إلى المناصب العليا في الجيش والسياسة.
لقد عرف إعلان إسرائيل للاستقلال في عام 1948 بأنها دولة يهودية وديمقراطية. وتقول الحكومة ان القانون الجديد يكتفى بتكريس الطابع الحالى للبلاد، بيد ان النقاد يقولون انه يقوض التزام الدستور بالمساواة. ويقول المواطنون العرب الذين يشكلون 20 فى المائة من السكان ان القانون يزيد من تهميشهم.
وعلى عكس معظم السكان العرب، الذين يتسمون إلى حد كبير بالفلسطينيين، يرى الدروز أنفسهم إسرائيليين وطنيين دفعوا الدماء دفاعا عن البلد. وكثيرا ما تتذرع الشخصيات العسكرية بتحالف الدم بين اليهود والدروز.
وقد اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء آخرون مع كبار القادة الدرز، قائلين إنهم يتفهمون و يحترمون شواغلهم وسيحاولون التوصل إلى حل وسط.
ويقول زعماء دروز اسرائيليون ان تحالفهم مع اليهود يرجع الى وقت طويل قبل ان يساعدوهم فى الفوز بالاستقلال فى عام 1948. ويقدس الدروز جيثرو، صهر موسى، الذي يعد قبره في شمال إسرائيل واحدا من أقدس أماكنهم. ويعيش معظم سكان اسرائيل البالغ عددهم 130 الف درزي في شمال البلاد.
وفي بادرة للتضامن، يعتزم آلاف الإسرائيليين، بمن فيهم العديد من كبار المسؤولين العسكريين المتقاعدين، حضور احتجاج جماهيري نظمه الدروز في تل أبيب يوم السبت.
وقال امال اسعد وهو جنرال متقاعد وأحد منظمى الاحتجاج لراديو الجيش الاسرائيلى اننا سنثبت لشعب اسرائيل وحكومة اسرائيل ان هذا قانون سيئ بالنسبة لنا جميعا ويجب الغاؤه. لكن الجيش يجب أن يبتعد عن هذه الحجة.
وفى وقت سابق من هذا الاسبوع، اوقف ضابط درزى عن العمل بسبب كتابته على موقع على فيسبوك قال فيه انه لا يريد الاستمرار فى الخدمة، وتوقع ان يفعل مئات اخرون نفس الشىء.
ضابط ثان، الملازم أول شادي زيدان, عبر عن ألمه إزاء القانون الجديد.
وكتب الضابط في حسابه على الفيسبوك “اليوم رفضت للمرة الأولى في خدمتي لتحية العلم، ورفضت للمرة الأولى لغناء النشيد الوطني “. “أنا مواطن مثل أي شخص آخر، أعطي بلدي كل وأكثر إلى البلاد، وفي النهاية أنا مواطن من الدرجة الثانية؟ لذا، لا شكراً. لا أنوي أن أكون جزءاً من ذلك”.
أضف تعليق