قبل ساعات من بدء العقوبات الأميركية، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإجراء مفاوضات مباشرة دون قيد وشرط، بإلقاء خطاب موجه للإيرانيين مع بدء المرحلة الأولى من العقوبات الأميركي، متوعدا البيت الأبيض بـ«الندم»، وذلك بعد أيام من انطلاق موجة احتجاجات جديدة. ودعا الدول الأوروبية إلى تعزيز العلاقات مع طهران عبر اتخاذ إجراءات عملية على غرار الموقف السياسي.
واعتبر روحاني دعوة نظيره الأميركي للتفاوض في إطار الحرب النفسية، وقال في خطاب عبر القناة الرسمية الثانية إن «من يريد التفاوض ينبغي عليه احترام أسسه بعدم الخروج من الاتفاقيات الدولية». كما اشترط روحاني التفاوض بما وصفه «إخفاء السكين الأميركية»، في إشارة إلى الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على طهران عبر فرض العقوبات.
وقال روحاني: «أميركا ستندم على فرض عقوبات على إيران. إنهم يعانون بالفعل من العزلة في العالم. ويفرضون عقوبات على الأطفال والمرضى والأمة الإيرانية». وأضاف: «(لطالما رحّبت بالمفاوضات)، لكن على واشنطن أن تثبت أولاً أنها طرف يمكن الوثوق به». وتابع أنه «إذا كنت عدوا وطعنت الشخص الآخر بسكين لتقول بعدها إنك تريد التفاوض، فأول ما عليك فعله هو سحب السكين». وتساءل روحاني: «كيف يبرهنون أنه يمكن الوثوق بهم؟ بالعودة إلى الاتفاق النووي» الموقع بين إيران والدول الكبرى في 2015.
وحاول روحاني أن يقلل من أهمية دعوة ترمب عندما كشف عن مفاوضات مباشرة أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2017 حول الاتفاق النووي، وذلك خلال اجتماع الدول 5+1 في الاتفاق النووي.
وأبدى روحاني انزعاجه من تركيز كبار المسؤولين الأميركيين على مخاطبة الرأي العام الإيراني مباشرة، واعتبر دعوته في سياق «الحرب النفسية»، ومن أجل «أهداف انتخابية» لفوز حزبه في انتخابات الكونغرس المقبلة.
وقال روحاني إن بلاده «لن تشترط شيئا إذا ما أرادت الولايات المتحدة تعويض تدخلاتها في إيران».
كما طالب روحاني الأوروبيين بالقيام بخطوات عملية على غرار الدور السياسي في تنفيذ الاتفاق النووي، مشيرا إلى مفاوضات بين الجانبين في مطلع سبتمبر المقبل.
وكشف روحاني عن حصول بلاده على وعود أوروبية وصينية بالوقوف ضد العقوبات النفطية الأميركية وحفظ العلاقات البنكية، قائلاً إن «أوروبا حليفة الولايات المتحدة دوما لكنها تقف اليوم ضدها. لسنا وحدنا اليوم».
ودافع روحاني عن سياسة بلاده الخارجية، وقال إنها تقوم على أساس المصالح الوطنية، داعيا الأوروبيين إلى تعزيز العلاقات مع طهران، وقال في هذا الصدد: «لدينا مصالح مع الصين وروسيا لا يمكن مقارنتها بأوروبا. الصين تتعاون معنا في مجال الطاقة النووية وهي أكبر شريك تجاري لنا». وأضاف أن بكين وموسكو والصين «تعهدت بتطبيق عقود التعاون مع إيران».
بلي