قال الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن تركيا “ستقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية”، و”ستصنع وتصدر منتجات بجودة أفضل من تلك التي تستوردها بالعملات الأجنبية”.
جاء ذلك في كلمة خلال حضوره ندوة بـ”وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية” (سيتا) في العاصمة أنقرة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ16 لوصول حزب العدالة والتنمية، لسدة الحكم بالبلاد.
وأعلن الرئيس التركي، خلال كلمته، أن بلاده عازمة على تقديم مزيد من الحوافز لرجال المال والأعمال الراغبين في الاستثمار بتركيا.
وعن الهجمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، قال أردوغان: “بعد أن فشلوا في إرغامنا على تنفيذ ما يريدونه على الأرض لم يترددوا في استخدام السلاح الاقتصادي ضدنا”.
وأضاف: “بلادنا تمتلك إحدى أقوى الأنظمة المصرفية في العالم، ولم تُغلق بنوكنا كما حدث في أزمات اقتصادية في آسيا وأوروبا في 1994 و2001.
وتواجه تركيا في الآونة الأخيرة حربًا اقتصادية من جانب قوى دولية، ما تسببت في تقلبات سعر صرف الليرة.
** الهجمات الاقتصادية ليست أمرا جديدا
أردوغان لفت أيضا إلى وقوع هجمات اقتصادية استهدفت تركيا سابقا، وقال: “كانت هذه الأمور تجري في الماضي بشكل محبوك، ومستتر، وفي صورة غير مباشرة، لكننا نشهدها الآن في صورة مباشرة”.
وللوقوف ضد هذه الهجمات، أوضح أردوغان، أنه سيتم العمل على صعيدين اثنين للتعامل مع هذه الإجراءات، الأول اقتصادي، والآخر سياسي.
وتابع: مؤسساتنا المسؤولة عن القطاع الاقتصادي وعلى رأسها وزارة الخزانة والمالية، تعمل على مدار الساعة لاتخاذ التدابير الاقتصادية اللازمة، ونحن نتابع ذلك عن كثب.
وزاد: نحن لا نغفل حقيقة وجود بعض المشاكل الواجب حلها، وعلى رأسها عجز الحساب الجاري، والتضخم، ونسب الفائدة.
وعن الصعيد الآخر، أشار إلى ضرورة المحافظة على “موقفنا السياسي في صورة متينة، لاسيما ونحن نعلم أن هذه الهجمات لا تتعلق بالوضع الحقيقي للاقتصاد”.
وأضاف أردوغان أن تركيا لم تتعرض إلى كارثة تمنعها من الإنتاج والتجارة، ولم تدخل حربا، ولم تتعرض لاحتلال، بل على العكس غالبية قطاعات الأعمال في البلاد تعمل بصورة طبيعية، لاسيما مجالات التصدير والسياحة وخلق فرص عمل جديدة.
** أنقرة ليست هدف واشنطن الوحيد
أردوغان، لفت إلى أن الولايات المتحدة لا تستهدف تركيا وحدها من الناحية الاقتصادية، بل تقف أيضا ضد الصين وروسيا وأوروبا، ودول أخرى، حتى جارتها كندا.
وأضاف لكن الهجمات ضد تركيا أكبر وأكثر عمقا، فقد حققنا طفرة اقتصادية مهمة للغاية بنمو لثلاثة أضعاف خلال الـ16 عام الماضية، ونعي أنه من الطبيعي وجود أطراف منزعجة من ذلك.
وتابع: نحن نثق في أنفسنا، وندرك جيدا ما ينقصنا، ولا نبالغ في تقدير حجمنا، وسنواصل العمل بجد، وسنزيد من إنتاجنا وصادراتنا.
وأشار أردوغان، أن بلاده كانت تقدمت منذ سنوات بطلب للولايات المتحدة لشراء طائرات بدون طيار، لكنها قوبلت برد مفاده أن “الكونغرس لا يسمح بذلك”.
وأضاف: ها نحن اليوم ننتج هذه النوعية من الطائرات، ولا نواجه أي مشكلات في ذلك، وننتج بالقدر الذي نريده، وحتى شرعنا في تصديرها، هذا ما في الأمر.
أضف تعليق