قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم “وتلك الأيام نداولها بين الناس” صدق الله العظيم، نعم الدنيا لا تثبت على حال ولا تستقر فما أجمل الوفاء إنها قيمة عظيمة مرتبطة بالإخلاص والعطاء ومن يتحلى بها يشعر بالسعادة فهي مرتبطة بالتسامح، والوفاء ليس فقط بين الأفراد، بل الوفاء للوطن والشوق إليه، الوفاء بين السلطة والمواطن والعكس، وفي تاريخ الكويت العديد من قصص الوفاء ومنها قصة المرحوم الشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت (1866-1892) والمرحوم التاجر سالم بن محمد بن بدر القناعي المتوفي في عام 1895 التاجر الكويتي الذي قال عنه المؤرخ العلامة إبراهيم فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري البغدادي في كتابه عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد المنشور في عام 1286 هـ الموافق 1869 ما يلي:
“سالم البدر الكويتي وهو من الثقات الأخيار له من الثروة التامة والمراسلات إلى الهند وغيرها ولأهل سواحل البحرين من مسقط والبحرين والكويت. وبر فارس وغيرها بالمراجعة والتردد عليه ذو نفس كريمة ومعاملة حسنة لم يزل بيته مأوى لكل وارد من البحر وهو من أهل الكويت وله أخ صالح من التجار في الكويت يسمى سليمان البدر” “جدنا الأكبر، جد والدتي يرحمهما الله” والمعروف أن المرحوم سالم البدر غادر إلى البصرة للتجارة في أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر (1860)، في تلك الفترة سعت الدولة العثمانية إلى مد سلطتها الفعلية إلى الكويت دون جدوى لذلك حاولت استغلال قضية أراضي الصوفية الخاصة بأسرة الصباح وليس مجالها هذه الورقة. استغلت وجود المرحوم الشيخ عبدالله الصباح في البصرة وذلك بأمر من والده الحاكم آنذاك المرحوم الشيخ صباح محل هذه القضية وقامت بحجزه، عندئذ وكما تذكر الوثيقة الإنجليزية تدخل التاجر الكويتي سالم بن بدر المقيم في البصرة ويحظى بنفوذ فيها وضمن الشيخ عبدالله واخرجه من الحجز، وعندما تولى الشيخ عبدالله الحكم في أعقاب وفاة والده لم ينس أيضاً نصيحته عندما علم أن السلطات العثمانية سوف ترسل إلى الكويت من يستطلع أحوالها على أساس أن ازدهارها سوف يغري تلك السلطات على مد السيادة إليها فكانت نصيحة سالم البدر أن تغلق الحوانيت وذلك لإخماد الحياة التجارية فيها كما جاء في كتاب المرحوم عبدالله خالد الحاتم من هنا بدأت الكويت وعندما وصل الوفد لم يلفت اهتمامه أي نشاط تجاري وعاد الوفد إلى ولاية البصرة.
لم ينس الشيخ عبدالله هذا الموقف والموقف الذي سبقه من سالم البدر وجاءت ساعة الوفاء عندما أوشك سالم البدر كما يذكر عبدالله خالد الحاتم على الإفلاس بالرغم من وجود مقاطعات له في البصرة، ولذلك أرسل إلى الشيخين محمد وجراح طلب قرضاً منهما على أن يرهن جزء من مقاطعته “قردلان” بعد فك الحجز عنها إلا أنهما رفضا، فلم يتردد عن الكتابة إلى الشيخ عبدالله الصباح الذي أزعجه هذا الموقف واستعد للإبحار للبصرة إلى سالم البدر لكي يرهن مقاطعة الفاو ومن ثم إعطاء سالم البدر ما يريد، عندئذ لم يملكا غير الموافقة إنه للوطن من المرحوم سالم البدر، والوفاء للمواطن سالم البدر، ومع مرور العقود على هذه المواقف فإن التاريخ سطرها بأحرف من نور أما ابنه المرحوم عبدالعزيز فإن مواقف الوفية تجاه المرحوم الشيخ مبارك كثيرة يطول الحديث حولها.
لقد كان ذلك في القرن التاسع عشر ونحن الآن في عام 2019م لقد وثقت بأحرف من ذهب، إنه الوفاء من الحاكم الوفي الشيخ عبدالله نحو المواطن الوفي الناصح الأمين سالم البدر القناعي.
الأستاذة الدكتورة / نجاة عبدالقادر الجاسم
لم نولد في القرن الماضي ، اذا في مؤرخ يرد على ذلك المقال الذي تقول فيه بأن مقاطعة الفاو هو ملك سالم البدر !!!
رحم الله سبحانه وتعالى جدنا سالم البدر القناعي اللهم اغفر له وعفو عنه وعن ذريته برضاك وانت العفو الغفور الرحمن الرحيم
زياد عبد المجيد يوسف سالم البدر القناعي
تحياتي لك وشكرا على المقال الجميل
حفيد سالم البدر
خالد زياد عبدالمجيد يوسف سالم البدر القناعي
مقالة رائعة ونحن بحاجة لان نرى مثل قصص الوفاء هذه
رحمه الله برحمته الواسعة ، انا من اصدقاء هذه العائلة الكريمة و ان كاتب المقال افاد و احسن ..
تحياتي و احترامي الى ال البدر الكرام
المحامي سعد الاسدي