فن وثقافة

“شادي الخليج” يغرد مجددا ب”مذكرات بحار” بعد 40 عاما من إنتاجه

وسط حالة من النوستالجيا أو الحنين إلى الماضي شدا الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) اليوم الأربعاء في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الكويتي بالأوبريت الغنائي (مذكرات بحار) بعد 40 عاما من إنتاجه.

وأبحر (شادي الخليج) في الجزء الأخير من العرض بالحضور إلى ماضي الأجداد حيث غاصوا بحثا عن لقمة العيش تاركين خلفهم أهلهم واحبائهم في رحلة ذهاب متأملين منها الإياب.

وعلى خشبة المسرح الوطني بالمركز تعالت أصوات موج البحر وسط مشاعر من الحب والشوق في مسرحية غنائية أعاد إنتاجها المركز برؤية درامية جديدة.

ويعد الأوبريت الذي انتج في 1979 من أفضل الأعمال الفنية التي تناولت حياة أجدادنا البحارة إذ يزخر بالإيقاعات الشعبية التي عكست براعة المؤلف الشاعر محمد الفايز والموسيقار غنام الديكان والفنان عبدالعزيز المفرج وسناء الخراز والرؤية الإخراجية لمحمد السنعوسي.

جاء الأوبريت الليلة بحلة جديدة صاغها الروائي الشاب سعود السنعوسي وأخرجها للمسرح تاما ماثيسون بمشاركة نخبة من النجوم وفرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة المايسترو محمد باقر.

حكى الأوبريت في لوحات (فانتازيا) مزجت ما بين الغناء والشعر والمفردات العتيقة (حديث السندباد) حياة البحار الكويتي باستخدام أحدث التقنيات البصرية في حين دارت القصة حول عبدالعزيز ووالدته الخالة موضي وإبنة خالته الموعود بها دانة وعمه النوخذة يوسف وزوجة عمه أمينة وابنتهما لولوة.

وطاف عبدالعزيز بالحضور في حياته وأخبرهم بشغفه بالبحر وخشية والدته من فقدانه وسط الأمواج المتلاطمة ليتحرى اليوم الذي بجتمع فيه ب”دانته”.

يصاحب الأوبريت الذي يعرض حتى 2 مايو معرض (أبناء السندباد) في مبنى الموسيقى بالمركز ويضم صور المؤلف والمغامر والمصور والقبطان الاسترالي ألان فيليرز الذي قضى في الكويت أربعة أشهر في صيف 1939 وكان منها شهر قضاه رفقة غواصي اللؤلؤ في شمال الخليج.

تأتي صور فيليرز المؤثرة بمنزلة إشارة تقدير لمهارات البحارة العرب وقدرتهم على التحمل كما تمثل تحية وداع ملائمة لزمن البحر قبل ظهور النفط والتمدين.

من بين ما طرح في المعرض صور طاقم (فتح الخير) وإصلاحات شراع سفينتهم وصور سفن كويتية وبحارة باختلاف مهامهم على متن السفينة.

تأتي عروض (مذكرات بحار) ومعرض (أبناء السندباد) ختاما للموسم الثقافي الثاني لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي انطلق في سبتمبر الماضي.