تم تنصيب الممثل فولوديمير زيلينسكي الإثنين رئيسا لأوكرانيا بعدما نجح بحملة انتخابية “بسيطة” منبثقة من الشعب، في استقطاب الأوكرانيين والاستفادة من إحباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الحكم السوفياتي.
ودخل الممثل السياسة بإعلانه ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي. غير أن الكوميدي تمكن بعد أربعة أشهر من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو. ووعد بإيصال أشخاص “يفكرون بعقلية القرن الحادي والعشرين” إلى السلطة. وقد ضاعف لقاءاته في الفترة الأخيرة مع أشخاص من أوساط الأعمال وناشطين وخبراء، واعدا بتعيينات “شفافة” في حكومته.
وقطع زيلينسكي، وهو من أصول يهودية لكنه غير متدين، الخط الفاصل بين الواقع والخيال بتأديته في مسلسل تلفزيوني شخصية أستاذ تاريخ يصبح رئيسا للدولة بعد تنديده بالفساد المزمن. وعكس صورة محببة لشخصيته، مقدما نفسه كرجل من الشعب، يتحدث بعفوية ويصف نفسه بـ”المهرج”. ويذكر مرارا بطفولته في مدينة كريفي ريه العمالية والصناعية التي يتحدث سكانها الروسية.
وقال إنه يريد السفر برحلات عادية ونقل مقر الرئاسة من المبنى السوفياتي الضخم في كييف إلى “مكان مفتوح”. ووعد بالحفاظ على التوجه المؤيد للغرب الذي تبنته البلاد عام 2014، كما قال إنه سيفعل “كل شيء” لوضع حد للحرب في الشرق.
ودعا خلال تنصيبه الإثنين إلى انتخابات مبكرة في استهداف مباشر لطبقة سياسية مناهضة له كونه لا يملك خبرة سياسية. ويدشن تنصيب هذا الرجل الذي أصبح أصغر رئيس لأوكرانيا (41 عاما) مرحلة جديدة في هذا البلد الذي نال استقلاله قبل أقل من ثلاثين عاما.
وأعلن في خطاب تنصيبه حل البرلمان وإقرار سلسلة قوانين خلال “الشهرين” المتبقيين من ولايتهم النيابية. وردا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء فولوديمير غرويسمان الذي يتولى منصبه منذ ثلاثة أعوام، استقالته مساء.
وأكد في خطاب تنصيبه الإثنين أن “مهمته الأساسية” هي التوصل لوقف لإطلاق النار في منطقة دونباس. وشدد لهجته أيضا تجاه روسيا، مؤكدا أنه سيطلب تعويضات من الكرملين لضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وتغذيتها للحرب الانفصالية، كما تقول كييف والغرب.
وخلف الصورة البسيطة التي أظهرها زيلينسكي خلال حملته، 20 عاما من مهنة قوية في عالم الاستعراض والترفيه، جعلت منه رجل أعمال ناجح في مجاله حيث يدير ستوديو إنتاج كفارتال 95 وتقدر ثروته بملايين الدولارات.
وزيلينسكي أب لطفلين ومجاز في الحقوق. وقد أدى أدوارا في أفلام معروفة وضاعف حضوره التلفزيوني في أوكرانيا كما في روسيا. واتُهم أيضا بأنه دمية بيد الثري سيء السمعة إيغور كولومويسكي، عدو الرئيس بترو بوروشنكو وهو ما ينفيه زيلينسكي.
أضف تعليق