عندما يستاء رئيس مجلس الوزراء ماذا يقول الشعب ؟ وعندما يستاء الوزراء ماهو فاعلٌ الشعب ؟ وعندما يستاء رؤساء المؤسسات والهيئات ما هو رد فعل الشعب ؟ وعندما يستاء نواب مجلس الامة فما دور الشعب؟ نعيش في دوامة لا رأس لها والاغلب من قيادي الدولة يتملص من المسئولية التي على عاتقه بشكل علني دون مشاعر ، ونهج الاحتواء والدفاع والترضيات لهم من قبل الحكومة واضحة على حساب الشعب ولا نعلم ماهو الرابط الحقيقي بينهما في ظل عدم محاسبتهم حين يقع الخطأ الفادح و التجاوز الكبير ، فلا عجب في ذلك فمن آمن العقوبه أساء الادب .
من المسؤول عن تردي أوضاع البلد وتفشي الفساد وحماية الفاسدين والتستر على سراق المال العام وسلب حقوق المواطنة والتعدي على الدستور . نجد الكل يشتكي حتى اصحاب القرار من عدم التقدم والتطور وفشل التنمية والشعب بكل اسف غالب على أمره ونحن نعتبر من أغنى دول العالم ونملك المليارات والفوائض التي كفيله ببناء دولة عظمى بسبب المصدر الطبيعي والثروة النفطية، فهل تنقصنا الخبرة والمهارة والمعرفة ، لما لا نستفيد من تجربة سنغافورة وهي من اغنى الدول و وصل دخل الفرد فيه الاعلى في العالم و لا تملك نفط او اي مورد طبيعي ولكنها بعزائم رجالها اصبحت دولة حضارية وصناعية وتجارية تضع الخطط الاستراتيجية وتعمل على تنفيذها . اما نحن فأمرنا غريب ومريب يدعك تفكر في مستقبل هذا البلد وربما سوف يدخلنا في نفق مظلم لا نعلم نهايته ، فيا ترى كيف سوف يصبح حالنا اذا هبط سعر برميل النفط ، فماذا نتوقع من الحكومة الا المساس بالرواتب والمزايا واقرار الضرائب ورفع الاسعار وغيرها …. الله المستعان
الفساد ظهر في البر والبحر وأكل الاخضر واليابس وادارة البلد في انحدار وعدم التصرف بشكل صحيح في حفظ المال العام مما أدى إلى استنزاف الموارد واستغلها المفسدين أصحاب النفوذ والدماء الزرقاء ، أين الوطنية التي يتغنى بها الكثير لنفكر بعقلانية وحكمة لأجل الوطن ونتجرد من المصالح الضيقة على الاقل لمصلحه أبناءنا ، فإلي متى العبث في مقدارت الامة والتسلط على رقاب الناس وشراء الولاءات السياسية وإقصاء الاصلاحيون.
هناك من يتخلى عن مهامه وواجباته المناط فيها لأجل مصالح ومنافع خاصة، واقولها بكل حسرة لو وجد في هؤلاء القياديين ربع ما اوصى به الله عز وجل لاصبحنا في حال افضل، كما قال تعالى في محكم كتابه {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص ٢٦ ] فهاتين الصفتان ( القوه والامانه) هما من أعظم عناصر النجاح في اي عمل وتدل على الكفاءة والحكمة، والقوه هنا ترجع إلى العلم بالعدل والتعقل والأمانة ترجع إلى خشية الله. لذلك هذا حالنا فالكثير من ابناء الشعب فقدوا الامل والتفاؤل ومالهم الا خيار واحد وهو الرضى بالقليل الحاضر وتقبل الوعود الوهمية والاحلام الزائفة ، اقولها بكل أسى وحزن على بلد كان في السبعينيات من القرن الماضي في القمة واصبح الان في القاع مقارنة بدول الجوار مع توفر كل الموارد المطلوبة.
احياناً الحكومة تتعذر بنواب الامة وتوجه رسالة للشعب بشكل غير مباشر بأن مجلس الامة هو المشرع للقوانين ومراقب لاداء الحكومة وهو نتاج المجتمع فأنتم شركاء وتتحملون المسؤولية ، نعم ياحكومة صدقتي ولكن انت من افسد بعض النواب في التنفيع والهبات والعطايا والمناقصات دون وجه حق ليكون اداة مسلوب الارادة ونحن هنا لا نبرر للنائب الحكومي او القبيض فهذا شأنه سوف ينكشف ويحاسبه رب العباد على ما فعل ولكن علينا أن لا نكرر الاخطاء ونتجاوزها في المستقبل ونصون الأمانة ونوصل من يستحق أن يمثل الامة ولا يمثل عليها يصدح بقول الحق نظيف اليد لا يخاف في الله لومة لائم تخشى منه الحكومة لانه صدق مع الله ثم مع نفسه ثم مع الشعب فهذا النائب هو من يستحق أن يكون تحت قبة البرلمان.
لوحظ في دور الانعقاد الثلاث السابقة تمكن الحكومة من اقرار القوانين التي تصب في مصلحتها وسيطرتها علي اللجان وعدم الموافقة على تعديل القوانين السابقة التي اقرت في مجلس المناديب آنذاك كما يسمى كرفع سعر البنزين و كلفة الكهرباء والماء وقوانين غرفة التجارة ، وكانت هاجس اكثر المرشحين آنذاك في ندواتهم للتصدي لها ولكن تسربت هذه الشعارات عندما وصلوا لمجلس الامة ، كذلك عدم صعود رئيس الوزراء الي منصة الاستجواب وتحويله الي السرية والتشريعية بسبب الاغلبية النيابية المتضامنة معه مؤشر تمكن الحكومة ، و هناك ممارسات غريبه كالتهديد والوعيد لطرح الثقة بالوزير وفجأه يتغير الموقف عند التصويت ، فأين المبادئ والقيم ؟ وأين الذي يزأر كالأسد ؟ أصبح عند المواجهه مثل (الحباره ) كالذي وقع على طرح الثقة في الكتاب ثم يصوت على عدم طرح الثقة تناقض عجيب قد قيلت من قبل كل إناء بما فيه ينضح.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين واللهم احفظ أميرها وشعبها من كل مكروه
عبدالهادي الحويله
أضف تعليق