حقق بوريس جونسون بانتخابه اليوم الثلاثاء رئيسا لوزراء بريطانيا خلفا لتيريزا ماي اخيرا طموحه الكبير بالوصول إلى قمة المناصب السياسية في بلاده بعد أن فشل في محاولته السابقة لخلافة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون في عام 2016.
ويعد جونسون من أبرز الوجوه المعروفة في الساحة البريطانية ليس فقط لشخصيته ” الهزلية” وغير النمطية بالنسبة للساسة البريطانيين التقليديين وانما للوظائف والمناصب المهمة التي تقلدها بجانب حضوره الإعلامي وعضويته في مجلس العموم نائبا عن حزب المحافظين منذ عام 2001.
ويحسب جونسون المولود بمدينة نيويورك الأمريكية ويتحدر من أصول تركية على مجموعة من المحافظين المعروفة باسم (ايتون) نسبة إلى مدرسة ايتون القريبة من قصر (وينزور) غربي لندن حيث يدرس أبناء الأسرة المالكة والعائلات الثرية والمرموقة ومنها تخرج أيضا صديقه ديفيد كاميرون.
كما يحسب جونسون أيضا على مجموعة جامعة (أكسفورد) التي تخرج منها الكثير من زملائه في الدولة أبرزهم ديفيد كاميرون ووزير خزانته جورج أوزبورن غير ان جونسون وعلى عكس أقرانه تجنب ولوج دهاليز السياسة مبكرا وفضل خوض تجربة ناجحة في عالم الصحافة من باب (دايلي تلغراف) بين أعوام 1987 و 1999 و(سبيكتايتور) حتى عام 2005.
وقرر في عام 2001 خوض الانتخابات البرلمانية وفاز بمقعد بمجلس العموم ممثلا عن منطقة (هينلي) بمقاطعة (أوكسفوردشير) وبعدها بثلاثة أعوام عين في مناصب وزارية صغيرة في حكومة الظل قبل ان يفوز مجددا بعضوية البرلمان عقب انتخابات عام 2005.
لكن بحلول مارس 2007 قرر فجأة التخلي عن مقعده البرلماني وخاض انتخابات المجالس المحلية في العام التالي بنجاح ليكون عمدة لندن لعهدتين متتاليتين حتى عام 2016 وهو من أشرف على تنظيم أولمبياد 2012 وحملت خدمة الدراجات الهوائية في لندن اسم (دراجات بوريس).
وقبل نهاية عهدته الثانية قرر جونسون العودة مجددا للبرلمان عبر انتخابات عام 2015 ممثلا عن منطقة (أكسبريدج) غربي لندن وبعد قرار كاميرون تنظيم استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام التالي قاد جونسون حملة انتخابية شرسة لاقناع الناخبين بالتصويت على الخروج مناقضا بذلك سياسة زميله السابق في المدرسة والجامعة.
وبعد تعيين تيريزا ماي رئيسة للوزراء بعد استقالة ديفيد كاميرون أواخر يونيو عام 2016 اختير جونسون بشكل فاجئ كل المتتبعين وزيرا للخارجية حتى يوليو 2018 تاريخ استقالته من منصبه بسبب تعمق خلافاته الشخصية مع رئيسة الوزراء بشأن اتفاق الخروج من الإتحاد الأوروبي واعتباره مسودة الاتفاق بأنها مضرة بالمصالح البريطانية.
ويرافع جونسون منذ ثلاث سنوات عن ضرورة الخروج من الاتحاد الأوروبي ولو من دون اتفاق متعهدا قبل انتخابه رئيسا للوزراء بإنهاء عضوية البلاد في الإتحاد الأوروبي بحلول الموعد المحدد بنهاية أكتوبر المقبل سواء قبل الأوروبيون بإعادة فتح المفاوضات أو رفضوا.
ومن هذه النقطة بالذات يعتقد معظم المتتبعين أن الحكومة البريطانية الجديدة التي سيتم الإعلان عن أبرز أعضائها مساء غد الأربعاء ستدخل في مواجهات قريبة مع القيادة الجديدة للمفوضية الأوروبية لتحديد مستقبل الإتفاق المعروف باسم (اتفاق ماي) ورسم معالم العلاقات المستقبلية بين لندن وبروكسل تحت قيادة بوريس جونسون.
أضف تعليق