شهدت موريتانيا اليوم الخميس حدثا مهما وغير مسبوق في تاريخها السياسي الحديث يتمثل بتحقيق أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد بين رئيس منتخب انتهت ولايته وآخر رئيس منتخب جديد.

وتسلم الرئيس المنتخب الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة من سلفه المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز وفق القواعد والاعراف الدستورية وبحضور ممثلي دول عديدة من ضمنهم ممثل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح المستشار بالديوان الاميري الشيخ فهد سعد العبد الله السالم الصباح.
وجرت مراسم انتقال السلطة في مشهد احتفالي فريد لم يألفه الموريتانيون منذ الاستقلال عام 1960 اذ اعتادوا على تناوب العسكر على السلطة في هذا البلد الافريقي والعربي والاسلامي الذي يواجه تحديات كثيرة.
لذلك كان لافتا للعيان في حفل التنصيب مشهد الرئيسين المنتخبين وهما يدخلان الى قاعة التنصيب يدا بيد بل اكثر من ذلك لم يجد الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز وهو يسلم مقاليد السلطة الى الرئيس المنتخب الجديد غضاضة في الاشادة بخبرة وكفاءة الغزواني.
ومن جانبه لم ير الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني وهو يتسلم السلطة أي مشكلة في الاشادة بمناقب سلفه بسلوك لم تألفه الادبيات السياسية في المنطقة الافريقية والعربية ما جعل اللحظة تبدو مؤسسة ربما لمرحلة جديدة في التاريخ السياسي لموريتانيا.
ورغم ما تهمس به المعارضة الوطنية من تماهي الرئيسين وتشابه خلفياتهما السياسية فإن ذلك لم يفقد هذه اللحظة التاريخية زخمها ورمزيتها لا سيما ضمن محيط القارة الافريقية التى لا تزال شعوبها تطمح للانتقال الى الحكم المدني باعتباره بوابة التنمية والامن والاستقرار.
ولعل حضور عشرات القادة ورؤساء الحكومات وممثلي الدول من مختلف القارات للمشاركة في هذا الحدث يعكس ثقة دولية بهذا الحدث الديمقراطي في موريتانيا.
ولذلك يتحمل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي ادى اليمين الدستورية رئيسا للبلد لفترة رئاسية تمتد ثماني سنوات مسؤولية تاريخية ليس فقط في الوفاء بالعهود التي قطعها للشعب الموريتاني من خلال برنامجه الانتخابي انما ايضا في المحافظة على الاعراف الديمقراطية الخاصة بانتقال السلطة.