بأصواتٍ ملبية وقلوبٍ مطمئنة، تصل قوافل حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمعة، الثامن من شهر ذي الحجة، للصعود إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية، اقتداءً بسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وسط تكامل الخدمات والإمكانات، التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظها الله- بعد أن قطعت شوطا كبيرا في استحداث الأنظمة والتقنيات، وتسخير كل الإمكانات، وتجنيد جميع الطاقات الآلية والبشرية لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج.
وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت فيها على توفير مظلة الأمن والأمان، وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق، التي يسلكها الحجاج، من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة عبر خطة التفويج، وتخصيص شوارع في مشعر منى، خاصة فقط بتفويج الحجاج، لانسيابية الحركة، وتسهيل الدخول والخروج، مع منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرص للحافلات الكبيرة، التابعة للنقابة العامة للسيارات، وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام.
وأسهمت المشاريع العملاقة، التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، في انسيابية الحركة المرورية، وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتعد المشروعات قراءة واضحة لما توليه القيادة الرشيدة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق، وحرصها -أيدها الله- على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج، ليتفرغوا لأداء مناسك الحج، وينعموا بالخدمات التي وفرتها الدولة في الحرمين الشريفين والمشاعر.
ومن الأعمال المستحبة لهذا اليوم، الاغتسال، ولبس ثياب الإحرام، والتوجه إلى مشعر منى، والصلاة فيها، والمكوث في المشعر حتى شروق شمس اليوم التاسع، ويعتبر اليوم الثامن من ذي الحجة هو أول يوم يقضي فيه الحاج مناسكه في المشاعر المقدسة.
ويرجع سبب تسمية هذا اليوم بـ«يوم التروية»، إلى أن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة، ويرحلون به إلى منى، لقلة المياه في المشاعر المقدسة، واليوم، نجحت المملكة في توفير برادات المياه في كل ممرات ومسارات الحجاج، وأصبحت المشاعر تروي عطش الحجيج.
أضف تعليق