يشهد القطاع التعليمي في الكويت إنطلاقة ريادية واعدة يتحقق فيها حلم راود الكويتيين منذ نصف قرن من الزمن وهو أن يكون لهم ولأبنائهم صرح تعليمي ريادي يحاكي ريادة الكويت ونموها وتطورها.
ويتمثل هذا المشهد اليوم في بدء التشغيل التدريجي لكليات مدينة صباح السالم الجامعية في الشدادية والذي سيتقبل ما يقارب ٢٠ الف طالب وطالبة يمثلون ٦ كليات جامعية هي الآداب والتربية والعلوم الحياتية والعلوم والهندسة .
وفي هذا المقام ونحن على أعتاب لحظة تاريخية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى مهما رافق هذه اللحظة من معاناة أو تأخير او مماطلة أحياناً ، استذكر الدور الريادي للنائب الدكتور فيصل المسلم في تقديم الإقتراح بقانون والدور الكبير الذي بذله في سبيل اقراره وكنت عضواً في فريق العمل مع الدكتور خلال تلك الفترة وعايشت هذه المرحلة لحظة بلحظة كيف اعاد وبث الروح في ان يكون لدولة الكويت وشبابها صرح تعليمي عظيم متمثل في المدينة الجامعية حيث بادر خلال اشهر من انتخابه عضواً في البرلمان الى تقديم حزمة اقتراحات بقانون ونجح في وضعها أولوية في اول فصل تشريعي له وكان على رأسها مشروع المدينة الجامعية التي قدمها كإقتراح بقانون في شهر اكتوبر ٢٠٠٣ واستطاع حشد التأييد لها من الحكومة والبرلمان حتى انجزه بوقت قياسي تم اقراره في ٣٠ / ٣ / ٢٠٠٤ ، هذا الحلم الذي راود اجيال تلو أجيال استطاع فيصل المسلم من حشد الجهود وتقريب وجهات النظر حتى انجز المهمة على أكمل وجه وهنا استطاع المسلم من حشد الرأي وخلق التوافق بين الجهات ذاتت العلاقة من أعضاء مجلس الأمة ووزراء وادارة الجامعة حتى اصبح قانون المدينة الجامعية المشروع رقم واحد في جدول أعمال اللجنة التعليمية حتى أنجز هذا القانون بالإجماع ،وهذه مرحلة حقيقة لم تكن سهلة ابداً وكان مفاجئ كيف نجح هذا النائب المستجد ان صح التعبير في أن يجمع الجميع ويحقق التوافق بينهم في مشروع كان قد وئد أكثر من مرة خلال عقد من الزمن ،ولم يقف فيصل المسلم عند هذا الحد واستمر في متابعة حثيثة للموضوع حتى خلال الفترة الإنشائية واتذكر كيف كان يستعين به الجميع من وزراء متعاقبين ومسئولين جامعيين والشركة المنفذة لتذليل اي صعوبات تواجه المشروع خلال مرحلة التنفيذ الذي تعطلت بين فترة واخرى وكان له دور اساسي في تجاوز هذه المحطات خاصة وانه كان يترأس اللجنة التعليمة ومقررها احياناً فاستحق ان يكون حقيقة فارس البرلمان وفارس مشروع المدينة الجامعية .
وحقيقة أخرى أن تظافر جهود كثيرين في تلك الفترة شاركت في هذا الانجاز وكانت خير عون لتلك المرحله ابرزهم معالي الأخ رشيد الحمد وزير التربية السابق والاستاذ الدكتور نادر الجلال مدير جامعة الكويت نوابه الأفاضل لى رأسهم الفاضل د.حسن السند والمغفور له بإذن الله د.عباس معرفي رحمه الله ، ولا ننسى شكر وتقدير جهاز وفريق البرنامج الإنشائي في الجامعه والإدارة الجامعية الحالية.
ومهما ذكرت واستطردت في سرد نجاح فيصل المسلم ودوره المثالي لتحقيق انجاز المدينة الجامعية لن أوفيه حقه ويكفيني فخر اني كنت شريك هذه المرحلة واعتز فيها .
وفي خلال تلك الفترة كان للدكتور فيصل المسلم بصمة واضحة وجلية بالشأن التعليمي فهو صاحب اقتراح تعديل قانون مكافأة الطلبة والقفز من ٣٠٠ مقعد الى اكثر من ١٥٠٠ مقعد سنوي لطلبة البعثات وابرز ما تضمنه تعديل قانون المكافآت الطلابية حينها أن شملت ابناءالكويتيات ومضاعفة قيمتها وصرفها لجميع الطلبة على مدار العام في كل المؤسسات التعليمية ولطلبة البعثات الداخلية والخارجية دون حاجة لتقديم طلب مسبق .
وعزاؤنا في هذه اللحظة أن التاريخ لا ينسى تضحيات ومساهمات الشرفاء من ابناء هذا الوطن والمخلصين الأوفياء كفيلين بأن يعطو لهذا الرمز وفارس المجلس فيصل المسلم حقه من هذا الانجاز التاريخي ،والضمانه أن التاريخ ترسخ في ذاكرته انجازات المخلصين كما يرسخ مافعله الظالمين .
نبيل محمد المفرح
أضف تعليق