كتاب سبر

عندما يغيب الضمير!

‏‏تعوذت من الشيطان ست مرات و تلعثم لساني بالسابعة إلا أنني رأيت مشهداً تقشعر منه الأبدان و ترتجف منه العظام .. رأيت أن قرار الإبطال لم يصدر و توسع الشيطان في ألاعيبه معي و ألغى مشهد المقاطعة و الصوت الواحد و ثلاث مجالس أقرب للصورية منها إلى الواقع رغم محاولات أبرز شرفاءه تقليل الأضرار لكن عمنا توفيق الحكيم قالها ” حين يغيب الضمير يُنظر للأوطان كمزارع عائلية و السياسة بلا ضمير ما هي إلا خراب للأمة “.

‏تعوذت من الشيطان سابعة و ثامنة و ما زال يجرني معه في عالم خيالي يرتكز على وجود الضمير و غيابه في عالم السياسة .. فحين كان الضمير موجوداً كانت الاقطاب السياسية و الاقتصادية ترتجف خوفاً من ضياع مراكز قوتها و فشل خطتها بإرتهان الكويت عبر مشاريع وهمية و حين غاب الضمير أصبحت الأقطاب السياسية و الاقتصادية تعبث جهاراً نهاراً دون إي رادع قانوني أو أخلاقي ،
‏غرقت الفحيحيل و المنقف رقصوا فرحاً فهذا يعني مزيداً من الأموال بغطاء المناقصات و حين وقف النشاط الرياضي إستعدوا لتوزيع كيكة أراضي الأندية وحين إبتلشوا بعيالهم الذين تخرجوا من الجامعات دون وظائف تليق بهم أنشأوا المشروعات الصغيرة لمساعدتهم في انشاء بقالاتهم و طبخ كب كيكهم و حتى المناصب الوسطى أصبح تُوزع حسب الأهواء فحين تجد وكيل مساعد بجهة تعتبر معقل السلطة التنفيذية يُطبل فجراً لرئيس السلطة التشريعية تعرف لماذا قال ابن زغلول ” غطيني يا صفية مفيش فايدة ” !!

‏تعوذت من الشيطان تاسعة و عاشرة لكن ما زال الشيطان يجرني معه في خيالاته.. حين غاب الضمير إزدادت الصحة سوءاً والتعليم فقد قيمته والإسكان أصبح على الورق و طوابير التوظيف أصبحت أطول من طوابير التموين في مصر و إرتفاع رهيب في أرقام مفقودة من الميزانيات فأصبح إختفاء مليون او عشر ملايين دينار نكتة نضحك عليها لغباء الفاسد الذي إكتفى برقم مليوني ، و قال ابن الأباليس هل تذكر كيف أُجبر علي الجراح على الاستقالة بسبب حفلة نظمها موظفيه في اليابان قيمتها ٤٠٠ الف دولار !!

‏تعوذت إحدى عشر مرة دون فائدة فما زالت مقولة العم توفيق تختزل عقلي لأكتب هذه الكلمات بما أن السياسة بدون ضمير ما هي إلا خراب للأمة لذا أصبح مطلب العفو الشامل ليس أداة لمحاسبة النواب و التيارات السياسية و كذلك لن يكون أداة لقياس ردة الفعل الشعبية بل هو واجب على كل مواطن أن يُطالب به فعودة الضمير هي عودة العمل السياسي الحقيقي و عودة الرعب مرة أخرى لأقطاب تناهشت لحم الكويت و خيراتها دون أي إحترام لدين او اخلاقي او قانون .

‏العفو الشامل .. ليس لعودة المتهمين لإستقبالهم بالمطار و اقامة الولائم و إلقاء أبيات القصيد ، بل لإنقاذ الكويت من براثن أقطاب إقتصادية إستباحت المال العام حين غاب الضمير.

عبدالله الشلاحي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.