الاتفاق التركي الامريكي حول شمال سوريا هو في حقيقته استسلام امريكي لكافة الشروط التركية، و اعتراف بنفوذ تركيا المتنامي.
لقد استطاعت تركيا ان تحقق بالقوة الخشنة في اسبوع، ما عجزت عن تحقيقة طيلة 6 سنوات بالدبلوماسية.
لقد كان ثناء ترامب على اردوغان بأنه قائد عظيم و صعب المراس اعتذارا ضمنيا عن الوقاحة التي عبر عنها في رسالته التي ألقاها اردوغان في سلة المهملات وأمر جيشه على أثرها بدخول المناطق التي تسيطر عليها القوات الامريكية.
لقد أدى دخول الجيش التركي لمناطق سيطرة الامريكان – بدون استئذان ولا تنسيق معهم – الى حالة من الذهول و عدم التصديق مما جعلهم يحشدون العالم ضد تركيا، لكنهم في النهاية خضعوا لمنطق الامر الواقع الممزوج بالقوة و الحزم.
كما أجبروا على الاعتراف بمشروعية جميع المطالب التركية حيث أقروا لها بالمنطقة الآمنة و اعتبروا حلفاءهم الاكراد تنظيما ارهابيا و تعهدوا بتجريدهم من السلاح.
الاحداث الاخيرة اثبتت للعالم أن تركيا اليوم ليس هي تركيا الأمس. فاليوم تركيا لديها جيش وطني قوي ولاؤه لشعبه و قيادته و ليس للأمريكان ولديها قرارها المستقل الذي يقدم مصلحة بلاده على مصالح الغرب ولديها زعيم سياسي حازم ذو خبرة سياسية طويلة لا يستطيع أحد تركيعه.
ليس امام الغرب الا الاعتراف بحقيقة أن تركيا اليوم دولة صاعدة ومؤهلة بامتياز للعب دور قيادي في المنطقة بل و العالم. لقد اختارت تركيا أن تكون رأسا في العالم الاسلامي عوضاً عن ان تكون ذيلا في اوروبا. نحمد الله كثيرا انها لم تنضم للاتحاد الاوروبي
أضف تعليق