كتاب سبر

الإسلام السياسي

مصطلح الإسلام السياسي، مصطلح غربي استشراقي علماني، وهو مصطلح ظهر في بداية القرن العشرين، وأخذ ينمو بشكل كبير ويتم تداوله في كثير من المناسبات والخطابات.
وهو في الحقيقة مصطلح ماكر وخبيث، اخترعه أعداء الإسلام، لفصل الإسلام عن السياسة وعن شؤون الحياة؛ حتى يتهيأ لهم نشر ضلالهم وفسادهم، بدعوى أن الإسلام لا علاقة له بالسياسة، وأن الإسلام لا يصلح لبناء وإدارة الدولة.
وهذا – بلا شك – كلام باطل وغير صحيح، ويدل على جهل وعدم فهم لفلسفة الإسلام، فالإسلام منهج حياة كامل متكامل لجميع نواحي الحياة، فهو دين الله الذي ارتضاه لعباده، وهو عبارة عن عقيدة وشريعة، وعبادات ومعاملات وأخلاق وسلوك، وهو نظام سياسي واجتماعي واقتصادي.
فالإسلام لا يمكن فصله عن السياسة، فالسياسة من الدين، بل هي جزء لا ينفصل عن دين الإسلام، وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم العمل السياسي، ومارسه الخلفاء الراشدون من بعده، من خلال إدارة شؤون الدولة ومن خلال عقد الاتفاقيات والمعاهدات.
فالسياسة من صميم الدين الإسلامي، ومن تكاليف رب العالمين لأمة خير الأنبياء والمرسلين، فالإسلام جاء لإنشاء أمة وإقامة دولة، تقيم العدل والمساواة بين الرعية، وتحارب الظلم والجور والفساد بجميع أشكاله، وتطبق الأحكام السماوية الربانية، التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.

د. مشاري سعيد المطرفي

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.