كتاب سبر

High Light
“الحرب على الفساد”

لا يخفى على أحد واقعنا المتردي بسبب انتشار الفساد المالي والإداري، ومن بين أهم أسباب هذا الانتشار خوف الفرد وتردده بسبب سطوة منظومة الفساد ونفوذها؛ ولاسيما بعد استخدام سياسة الملاحقات السياسية، والتي أخذت منعطفاً خطيراً ومخيفاً عندما تم استخدام سلاح الإعدام السياسي بسحب الجناسي بهدف إسكات كل الأصوات الإصلاحية لتصدح مكانها الأصوات النشاز بوادي الفساد، فرحة بتقاسم الغنائم كبيرها وصغيرها، وكلٌّ حسب حجمه؛ ولا يتصور أحد أن الفاسدين هم فقط من القطط السمان، فهناك أيضا قطط صغيرة تعيش على البقايا والفتات.

ومن ضمن صور هذا الفتات الرشوة التي انتشرت بكل مرافق الدولة فتم من خلالها إفساد أخلاق الناس؛ والمعادلة سهلة جداً وبسيطة، ولا تحتاج إلى تعقيد، فالقوي ينشر ثقافته سواء كان فاسداً أو صالحاً؛ فإذا كان المزاج العام إصلاحياً شجع ذلك على محاربة الفساد، وعلى العكس إذا كان فاسداً ساعد على «شرعنة» الفساد، ووفقا لهذا الوضع تتم محاربة أهل الإصلاح، وخير دليل على ذلك خروج ثلاثة وزراء من تشكيل حكومي سابق حققوا الحد الأدنى من طموحات الشعب الكويتي في اتجاه الإنجاز وحصلوا على إشادة شعبية؛ فكوفئوا بالعزل السياسي؛ وهم العزب والحربي وأبل، فلا مكان لهم في مكان يعج برائحة الفساد الكريهة.

في نظري تحتاج الكويت إلى رجال دولة تهيمن عليهم روح النمر الآسيوي العملاق مهاتير محمد الذي كافح الفساد ونقل ماليزيا من دولة فقيرة بمجتمع جاهل إلى دولة صناعية أصبحت أحد إقوى النمور الآسيوية اقتصادياً؛ ومن المفيد هنا أن نستشهد بأحد إقوال مهاتير، حيث يقول في هذا الصدد: «إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا تحدث بين عشية وضحاها، وعلى الناس أن يتحركوا لإحداثها».

وأولى الخطوات في اتجاه هذه التنمية يكمن من وجهة نظري في إعلان الحرب على الفساد وبدون استثناء لأحد، الكبير قبل الصغير؛ على أن تبدأ هذه الحرب على طريقة رئيس وزراء سنغافورة «لي كوان يو» صاحب نظرية «تنظيف الفساد مثل الدَّرَج يبدأ من الاعلي نزولاإلى الأسفل».

ختاماً :

أكاد أجزم أنني أرى ملامح نهج جديد يلوح في الأفق؛ يتحمل المسؤولية فيه رجل دولة يتمتع بالقوة والفهم والقدرة على تطهير أركان الدولة من الفساد، والبدء من أعلى نزولاً إلى أسفل؛ على أن تسانده كل القوى الفاعلة في مجتمعنا الكويتي، من تيارات سياسية وجمعيات نفع عام ومستقلين… إلى غير ذلك من قوى؛ ويكون للإعلام بكل وسائله دور فاعل ومحوري في دعم هذه الحرب على الفساد.
تبقي كلمة أخيرة لمعالي الشيخ ناصر صباح الأحمد توجد نظرية تقول : “الناس تخسر لعدم تقيم الفرصة” ؛ لديك ظهير شعبي منقطع النظير … لا تترد وتحرك بأقصي سرعة بأتجاه محاربة منظومة الفساد . وإلا سوف يصيبك الندم بإتجاهاتة الأربعة؟!.
ودمتم بخير.

د.حمود حطاب العنزي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.