أمامك سكة سفر ، وستقابل بنت الحلال هناك ، عيونها عليك، وستتزوجها على بركة الله، بعد قصة غرام قصيرة، وستنجب منها ثلاثة أولاد ، وأربع بنات ومعهم ومعهن قرد صغير هو دعاية لمستقبلك، وقل يا رب ….
هكذا الأمور تسير في دولة المؤسسات ، لسنا بحاجة لخبير أو محلل سياسي، وطبيعي لا مكان لثرثرة سياسية عن حكم المؤسسات الدستورية تضبط الإجراءات القانونية اللازمة ، وتوفر اليقين عن القادم وما يجب اتباعه في الأزمات والعقد السياسية.
كل المطلوب سيدة من الغجر تضرب الودع وتقرأ الفنجان كي نعرف ماذا سيحدث لنا وأية خريطة سياسية تبشرنا أو تعزينا، ولا فرق كيف سيتم تشكيل الوزارة ومن سيذهب ومن سيأتي، وهل سيتم محاسبة المسؤول المتسبب في هدر بلايين الدنانير أو هل سيتم عقاب الوزير النزيه والشريف، الذي خالف قواعد الاجماع في بلد من صادها عشى عياله، وبلغ عن قضايا فساد.
طبيعي هو الشيخ ناصر الصباح وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء، الذي دفع ثمن هذه النزاهة “المشيخية” بعد أن قدم لنا تجربة فريدة عن فرد من أسرة الصباح وابن سمو الأمير يبادر من تلقاء نفسه بفضح قضايا فساد في أخطر وزارة هي وزارة الدفاع والتي اعتمدت في تقاليد متوارثة على نهب متأصل في تاريخها الطويل، حالها من حال بقية الوزارات ، لكن تبقى هذه الوزارة نموذجا فذاً لواقعنا الفاسد.
بينما اكتب هذا المقال عن ضاربة الودع قرأت خبرا وصلني الآن عن “المواطن ” ناصر الصباح ، يخرج من الوزارة، لماذا.. !! لأنه أدى الواجب … شكرا يا دولة المؤسسات والعدالة على هذه المكافأة… هكذا تسير الأمور بالديرة ولنعد لحكايتنا القديمة … “أمامك سكة سفر، وستقابل بنت الحلال وستتزوجها على بركة الله… وستطلقها على سنة الله ورسوله … وكل عام وانتم بخير…
حسن العيسى
أضف تعليق