في رواية نجيب محفوظ المشهورة بعنوان “ملحمة الحرافيش” كان بطل الرواية هو “النبوت” -العصا الغليظة- وهي محور الرواية ، فمن خلال “النبوت” تدار شؤون الحارة، ومن خلاله تفرض “الاتاوات” قسرا وقهرا على الحرافيش – وهم سكان الحارة المغلوب على أمرهم – كان “النبوت” يقوم مقام القانون والدستور في الحارة ، والسيف المسلط على رقبة كل من يعارض أو يناقش حامل “النبوت”!
********
اليوم بتنا نسمع بتسمية جديدة في الكويت وهي “دولة الرئيس” ، ومع عدم وجود هذه المسمى في السياسة عندنا ولم نعتده من قبل، فهو إذن تعبير -تهكمي- عن الوضع السياسي السائد في الكويت مؤخرا ، لأن المقصود بدولة الرئيس هذا، هو الذي يقوم بمقام النائب في مجلس الأمة والوزير والإعلامي والشرطي والجندي واللاعب والرياضي !
فدولة الرئيس هذا من خلال أفعاله وتصريحاته يقول للجميع : (أنا الرجل الأوحد والشمولي) ! وطبعا هذه التصريحات والأفعال لا وجود لها في دولة المؤسسات كما يفترض، وإنما وجودها يكون في شركة خاصة يهيمن عليها دولة الرئيس هذا !… ففي كل موضوع وأمر نجد لدولة الرئيس تصريحا من هنا وهناك، وأغلب تصريحاته يغلب عليها طابع النديّة ونظام (أنا الجدعنة وأمها وأبوها وخالتها وعمتها )!!… وطبعا هذه التصريحات لا تبني دولة ، ولا تنهض بأمة، لأن النهج فيها يقوم على أساس:(من ليس معي فهو ضدي) ، و (من لا يعجبه نهجي فهو عدوي) !… وهنا نتساءل،، كيف سيكون حال هذه الشركة -دولة الكويت- مستقبلا في ظل الأزمات الداخلية المفتعلة والخارجية وتقمص دولة الرئيس دور بلطجي الحارة “حسونة السبع” في رواية الحرافيش ؟!
أضف تعليق