إن قرار معالي وزير التربية فيما يتعلق بتأجيل الدراسة ، لم يكن قراراً منفرداً أو إرتجالياً ، ولكن أتى بعد دراسة متأنية مستفيضة ومشاورات مع أهل الميدان وتنسيق عال المستوى مع السلطات الصحية بالبلاد ، فكان هذا القرار الصائب ، ومن وجهة نظر فنية متخصصة راعى القرار مهمة التربية والتي تتمحور حول بناء الإنسان الكويتي معرفياً ومهارياً ووجدانياً. فالموضوع له أبعاد أمل وأعمق من النظر إليه من زاوية ورقة الشهادة الضيقة .
ولو تم عكس ذلك باعتماد نتيجة الفصل الدراسي الأول كنتيجة نهائية لوقع ظلم بين على طلابنا ولاسيما فيما يتعلق بتحسين مستوى النسبة وأيضاً ممن لم يوفقوا بإجتياز الفصل الدراسي الأول والأمر يتعاظم عندما نمعن النظر لتتعدى نظرتنا صفوف النقل الى طلاب الثاني عشر علي اعتبار أنها شهادة دولية مرتبطة بساعات دراسية معترف بها لدي الجامعات المختلفة على مستوى العالم لذلك لا يجوز تحت أي ظرف إقتطاع فصل دراسي كامل منها وهذا ينسحب بطبيعة الحال على التعليم الجامعي .
فحقاً نقول أن وزير التربية والمسؤولين في الميدان راعوا فقه الأولويات ، استشعاراً منهم على أن واجب المرحلة أن نخطط للأسوأ ونتفاءل بالأفضل ، فهذه الفترة ليست للراحة بل هي هدنة حرب تكتيكية تُشْحَذُ فيها الهمم ويبنى فيها تصور المرحلة القادمة إن طال بنا المصاب -لا قدر الله- فنحن في حرب يكسبها من يسبق بخطوة فالتأجيل خيار غير مقبول فيما بعد ؛ فعلينا بناء منظومة متكاملة وعالية المستوى للتعليم عن بعد قادر على جني الثمار التربوية والعلمية لأبنائنا الطلاب.
ختاما :
معالي وزير التربية الدكتور سعود الحربي أجاد بقراراتة والتي أتت بعد التنسيق مع الجهات الصحية ؛ بدءاً بتعليق الدراسة أسبوعين تلاها أسبوعين آخرين وصولاً للتأجيل المعلن ؛ ليكتمل عقد نجاح حكومة أبهرت العالم كله بقيادة سمو رئيس مجلس الوزراء معالي الشيخ صباح الخالد الصباح الذي نتمني له التوفيق والسداد لخدمة الكويت .
نسأل الله رفع البلاء فهو وحده ولي ذلك والقادر علية ، فاللهم أخرجنا من حولنا وقوتنا وأدخلنا في حولك وقوتك
ودمتم بخير
د.حمود حطاب العنزي
أضف تعليق