مطلوب على الفور خطة لإنقاذ البيئة.. أو سندور في حلقة لن نخرج منها
التكدس في ١٠٪ من مساحة الكويت من أسباب تدهور البيئة
“بيان وطن” هي مجموعة نشطاء اتفقوا على الإصلاح.. وليست تيار
د. محمد فوزان العجمي، ناشط سياسي، حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة أركنساس بالولايات المتحدة الأمريكية في تخصص ديناميكا البيئة، حاضر في جامعات عدة منها الجامعة العربية المفتوحة، وجامعة الخليج، وكلية القانون الكويتية العالمية، وساهم مع آخرين في تأسيس مجموعة بيان وطن.
((سبر)) التقت د.العجمي في حوار خاص ناقش من خلاله ظاهرة رمي المخلفات في الأماكن العامة وتفسيره لهكذا سلوكيات، كما وضح أسباب إرتفاع نسب تلوث الهواء وبأن الوضع البيئي في الكويت يعاني من مشاكل مزمنة مختلفة لا تحتمل سوى العمل فوراً من خلال خطة محددة زمنياً للحد منها، وعبر عن أسفه لغياب البرامج البيئية عن أولويات غالبية مرشحي انتخابات مجلس الأمة ٢٠٢٠ آملاً أن تنال نصيباً من اهتماماتهم.
وفي حديثه عن مجموعة “بيان وطن” أفاد العجمي بأنها جاءت لتدق جرس الإنذار لإنقاذ البلد فضلا عن خطورة الوضع وظهرر قضايا فساد مختلفة على السطح.
وعن عبارة “العهد الجديد” قال العجمي بأنها سنّة الحياة لكن هناك من لا يرغب بها لأنه استغل المرحلة السابقة بالعبث واستخدام عصا السلطة حسب وصفه.
وفيما يلي نصر الحوار:
ما تفسيرك لظاهرة رمي القمامة في الأماكن العامة رغم أن غالبية الشعب الكويتي من المتعلمين؟
السلوك البيئي عموماً مرتبط بحجم المعرفة والوعي البيئي وكلما تحسنت هذه المعرفة تحسن بالتالي السلوك، وهذا ثابت في أبحاث كثيرة معنية بالتربية البيئية، كما يعزز ذلك مبدأ الثواب العقاب والرقابة من خلال إدارة الشرطة البيئية والهيئة العامة للبيئة وأن تعمل هذه الجهات سوياً على حملات مكثفة للتوعية في الاهتمام بالبيئة يواكبها تطبيقهم للقانون البيئي؛ وإذا كان العالم عرّف البيئة ودعا للحفاظ عليها في مؤتمر استكهولم عام ١٩٧٢ فإن الدين الإسلامي دعا لذلك قبل أكثر من ١٤٠٠ عام، والآيات والأحاديث النبوية التي تدعو لعدم التبذير والحفاظ على النظافة والبيئة عديدة فقط لنتدبّرها ونعلم أننا شرعاً مطالبين بالحفاظ على البيئة.
دولة الكويت من الدول الأكثر تلوثا للهواء عالميا.. ما سبب ذلك وكيف يمكن تقليل نسب التلوث وتحسين البيئة عموماً؟
قطعاً جودة الهواء في الكويت تتدهور بمرور الأعوام لأن الأنشطة الصناعية في ازدياد وكذلك أعداد السيارات في شوارعنا تتزايد ويزداد معها التلوث المنبعث منها، ويزيد الطين بلّة أن كل هذا يتركز في مساحة لا تتجاوز ١٠٪ من مساحة الكويت وهذا خلل في التخطيط بلا شك بجانب الخلل في الرقابة البيئية سواء على النشاط الصناعي النفطي والخاص أو على أكثر من ٤ ملايين سيارة ملوثة لأجواء البلد؛ المطلوب وفوراً خطة لخمسة أو عشرة أعوام لوقف كل الممارسات الخاطئة والمصانع الملوثة وردعها، ويُقدّم بها تقرير دوري سنوي عن أدائها ومؤشرات التحسن أو أننا سندور في حلقة مفرغة لن نخرج منها، وكذلك يجب تحسين الوقود المستخدم في محطات الكهرباء ووقود السيارات لخفض حجم التلوث المنبعث.
لماذا غابت البرامج البيئية عن البرامج الانتخابية لغالبية مرشحي مجلس الأمة ٢٠٢٠ رغم خطورة الوضع البيئي على صحة الإنسان ؟
شخصياً لم أشاهد من تطرّق للبيئة في نشاطه الانتخابي سوى مرشح واحد هو د. حمد المطر، وكم تمنيت بالطبع أن يكون هذا هاجس عند معظم المرشحين خصوصاً مع وجود مشاكل بيئية مزمنة مثل تلوث الجون ونفوق الأسماك المتكرر منذ أكثر من ٢٠ عاماً وظاهرة تلوث الهواء التي تزداد يوماً بعد يوم خصوصاً في منطقة علي صباح السالم؛ وما زال هناك متسع من الوقت لدى المرشحين وحبذا أن يكون للبيئة نصيب من اهتماماتهم والتعهد بالعمل على إصلاح الوضع البيئي في الكويت.
أين مجموعة “بيان وطن” ولماذا خفْت نشاطها بشكل ملحوظ؟
مجموعة “بيان وطن” حاولت قبل أشهر أن تضرب جرس إنذار بأن البلد يتدهور بشكل سريع، وهذا ثبت من خلال قضايا الفساد التي كُشف عنها بعد بيان المجموعة الأول منها غسيل الأموال في الصندوق الماليزي واختلاسات صندوق الجيش وصفقة اليوروفايتر وغيرها من فضائح الفساد؛ ومجموعة بيان وطن ليست تيار بقدر ما هي مجموعة من النشطاء اتفقوا على أن الصمت والاستسلام ضريبته خسارة وطن ومنهم مثلاً من هو مقاطع للانتخابات ومنهم من ترشّح لها لكننا نتفق جميعاً على ضرورة الإصلاح.
“العهد الجديد” عبارة راجت في مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة .. ما تعليق؟
جملة لا تعيب أحداً وهذه سُنّة الحياة ومحاولة البعض تصويرها كأنها حقبة واحدة ثابتة بكل تفاصيلها تعبّر عن قلق بداخلهم بإنتهاء مرحلة استغلّوها بالعبث وضرب خصومهم بعصا السلطة وبالتالي يزايدون على كل من يختلف معهم ويناكفونهم بالقول أنه لم ولن يتغير شيء ولا فرق بين عهد وآخر.
كثيرين ينتقدون اقتصار مطالب “العفو الشامل” على قضية دخول المجلس رغم أن هناك عشرات المهّجرين على قضايا رأي مختلفة .. ما رأيك ؟
أغلب الشعب يقف مع طي الماضي وفتح صفحة جديدة لا يُستثنى منها إلا من تعامل مع جهات خارجية وجمع السلاح وخطط للنيل من الوطن؛ وقضية دخول المجلس خطفت الأضواء كونها نتجت عن صراع سياسي بحت، ولكن كذلك لآراء سياسية تمت معاقبة المغردين ويجب أن يشمل العفو كافة قضايا الرأي.
انتخابات مجلس الأمة ٢٠٢٠ على الأبواب، كيف تقرأ المشهد السياسي .. ما هي توقعاتك وأمنياتك؟
متفائل وأتوقع بأن يكون المجلس القادم أفضل ولو نسبياً، شرط أن يبادر لمراكز الاقتراع كل مواطن غيور يسعى للإصلاح من خلال الإدلاء بصوته في ٥ ديسمبر القادم، والمعطيات الحالية توحي بتحسن المخرجات مما يعني تحسن أداء مجلس الأمة بإذن الله.
كلمة أخيرة لقراء ((سبر)) ؟
شكراً لكل من دفع فاتورة الإصلاح و ((سبر)) على رأسهم ومن خلفها قرائها لا شك.
أجرى الحوار : أنور الروقي
أضف تعليق