نصر بن حجاج الذي رُحِّل من المدينة إلى البصرة بسبب القصة المعروفة، قال أبياتا من الشعر موجهة للخليفة يبرئ نفسه فيها، ومن ضمنها هذا البيت الجميل:
يمنعني مما تظن تكرمي ** وآباء صدق سالفون كرام.
وهنا يستشهد نصر بن حجاج بآبائه وأجداده وأن كرمهم ونسبهم وسيرتهم العطرة، تردعه من السير في طريق الفحش والخنا إذا لم تردعه نفسه الكريمة.
فما بالنا اليوم نرى الأبناء والأحفاد يتخذون من التاريخ الزاخر لآبائهم وأجدادهم غطاء لخبثهم وخبث نواياهم !!… نراهم يقفون المواقف الشنيعة ويصيحون على منتقديهم: (نحن أبناء وأحفاد الرجال العظماء).. وذلك للفت الأنظار عن مواقفهم الرديئة !.
وقد قالت العرب قديما: (من اعتمد على شرف آبائه فقد عقهم) .. فهم هنا يرون أن عقوق الأبناء ليس مقتصر على الآباء الأحياء فقط ، بل حتى في الأموات عندما يسيئ الأبناء والأحفاد لتاريخ الآباء ويختبؤون.
سلطان بن خميّس
أضف تعليق