أكدت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام السوري الجمعة، أنباء عودة رفعت الأسد عم رئيس النظام بشار الأسد، بعدما سمح له الأخير بدخول البلاد هربًا من احتمال سجنه في فرنسا، التي يواجه فيها أحكامًا قضائية بالحبس ومصادرة الأملاك.
ويحاكم رفعت الأسد منذ عام 2014 أمام القضاء الفرنسي بتهم تتعلق بغسيل الأموال وإساءة استخدام المال العام، وجمع الأموال في فرنسا بالاحتيال، كما يواجه تهمًا مشابهة في إسبانيا.
وقالت صحيفة الوطن في منشور على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك: “عاد رفعت الأسد ظهر أمس إلى دمشق بعد أن أمضى قرابة أكثر من ثلاثين عامًا في أوروبا معارضًا”.
“ضوابط صارمة”
وأوضحت الصحيفة نقلًا عن مصادرها أن رئيس النظام “ترفّع عن كل ما فعله رفعت الأسد وسمح له بالعودة إلى سوريا مثله مثل أي مواطن سوري آخر، لكن بضوابط صارمة”، مشددة على أنه لن يكون لرفعت “أي دور سياسي أو اجتماعي”.
ولفتت إلى أن قرار بشار الأسد السماح لعمه بالعودة إلى سوريا يأتي “منعًا لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضًا”.
وكانت صحيفة رأي اليوم قد نقلت في وقت سابق عن مصادر مقربة من عائلة رفعت الأسد أن الأخير عاد من إسبانيا ليستقر في سوريا.
وأضافت أن هذه العودة جاءت بعد اتصالات مكثفة مع حكومة النظام السوري التي سمحت له بالدخول، “مراعاة لظروفه الصحية، ورغبة في طي صفحة الخلاف والتسامح”.
محاكمة
وغادر رفعت الأسد سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة على شقيقه حافظ، وانتقل ليعيش بعدها في فرنسا متنقلًا بين عدة دول أوروبية، محملًا بأموال طائلة ظهرت لاحقًا في شكل ثروة كبيرة من الممتلكات المنقولة وغير المنقولة، من دون مصدر دخل واضح، الأمر الذي شكل مدخلًا لمنظمات دولية معنية بمكافحة الفساد لرفع دعاوى ضده بشأن مصدر أمواله.
وبدأ القضاء الفرنسي التحقيقات بحقه وعدد من أنصاره وأفراد عائلته عام 2014، ووجه لهم اتهامات رسمية عام 2016. وتمت محاكمته غيابيًا بعدما برر محاموه عدم حضوره جلسات المحاكمة بـ”أسباب طبية”.
وفي يونيو/ حزيران 2020، أصدرت محكمة جنايات باريس حكمًا غيابيًا بسجن رفعت الأسد 4 سنوات بعد إدانته بـ”إساءة استخدام الأموال العامة” و”غسيل أموال” بين عامي 1996 و2016.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أيدت محكمة الاستئناف الفرنسية الحكم، وقررت مصادرة جميع الأصول المملوكة لرفعت الأسد في فرنسا والتي تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو.
مفاوضات
ورغم المحاكمة وتغيبه عن جلساتها بذريعة الحالة الصحية، أقدم رفعت الأسد في مايو/ أيار الماضي على المشاركة بالانتخابات الرئاسية التي جدد بشار الأسد فيها حكمه للنظام في البلاد، حيث أدلى بصوته في السفارة السورية بباريس، وذلك لأول مرة، في خطوة اعتبرت تأييدًا لابن أخيه.
ومنذ ذلك الحين، تداول الموالون للنظام السوري شائعات عن احتمال عودة رفعت الأسد إلى البلاد. ويبدو أن هذه الخطوة جاءت بالفعل ضمن شروط المفاوضات بين رفعت وابن أخيه، الذي وافق على عودة عمه لكن من دون السماح له بممارسة أي دور سياسي.
وعلق ابن رفعت، فراس الأسد، الذي يؤكد أنه معارض لعائلته ووالده منذ نحو 20 عامًا، على تلك الشائعات، قائلًا في منشور على فيسبوك: إن “عودة رفعت الأسد إلى سوريا هي قرار كان دائمًا بيد حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد، أما مسألة العودة للعب دور قيادي في سوريا فتعتبر من سابع المستحيلات”.
“جزار حماة”
ويلقب رفعت الأسد بين السوريين باسم “جزار حماة”، حيث قاد من خلال ما كان يسمى بـ”سرايا الدفاع” حملة النظام العسكرية على المدينة عام 1982، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى من المدنيين، معظمهم قتلوا في مجازر جماعية بعد السيطرة على المدينة.
كما تنسب مجزرة سجن تدمر الصحراوي التي قتل فيها نحو 100 معتقل عام 1980 إلى رفعت الأسد أيضًا بعد محاولة اغتيال تعرض لها شقيقه حافظ في خضم اضطرابات وحركة احتجاج عنيفة واجهها آل الأسد بالحديد والنار.
المصدر : التلفزيون العربي
أضف تعليق