كتاب سبر

القرص وصغائر الأمور

من الطبيعي أن يطمع الانسان، الطمع صفة جيد أحيانا، تشخذ همم للمجد، وللمرجلة كما يقول الأولون، لكن أن يكون الأمر كما يقول المثل الشعبي “كلن يقرب النار صوب قرصة” فهذه أنانية ظاهرها الطمع، وباطنها إما أنا أو الطوفان!.

الحوار الوطني ليس آخر المسيرة ولا نتائجه من عفو كريم أعلن عنه اليوم، بآخر النتائج، كنا نعلم أن العرس والعيد أنس، لابد أن بين المهنئين كاره وطامع وقليل الخيرات، يريد لنفسه أكثر ما يريد لغيره، ولكن هكذا هي الانجازات العامة وفي كل مدينةٍ منافقوها نحسبه محبين وهم العدو ولكن لم يأتي بعدُ زمانهم، وكذلك هي الحوارات الوطنية والمصالحات، قد تجبرك أن تمد يديك لمن تكره ولا تريد، ولا يريده الناس، ولكن العبرة كما قال الله:”كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

ويقولون، كانت الأوليات كذا وكذا، كان الرئيسين وكان والفاسدين والخ!، ولم يصيبوا!، كانت الأولية دوما العفو لمن هم في تركيا، لأن هذا الملف تحديدا، وهذه الفئة، جمعت في بطنها، كل أجناس الشعب الكويتي، من قبائل عدة وأحزاب عدة وتيارات عدة وشباب لم يكونوا إلا بحماس الشباب مخلصين لله هدفهم، وفيهم مسلم وهذا كيفي!، بينما باقي الملفات فلا يشك أحد في أحقية الأكثر منها، ولكن هذا الملف بالتحديد مقياس وتيرموميتر، لجدية الاصلاح حين تمد الحكومة لنا يدها فيه وتنهيه، لذلك حاول اليوم كثيرون رفع قميص عثمان والقول في سره، اما أيضا ملفاتنا وإلا نفسده كله! وهذا والله لخسران مبين، في أهم ملف وأوله، وقامت عليه الكتلة أساسا، كتلة ٣١ اقصد!.

وأما الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، العالم بأسرة يعلم، أنه يجمع على طاولته المتخاصمين، ومن كانوا هم فيم بينهم ألد الخصام، ولكن ينزع كلن عن الاخر اليد، ويقفون حيث تجتمع الخطوط التي ظلت لوقت متوازية، والوقت كفيل بازالة الزبد وأن يمكث ما ينفع الناس، ومن يتاجرون بقميص عثمان ومن يرفعون على أسنك الرماح المصاحف، يردون مجدا شخصياً أو هم لساداتٍ في الخفاء يسيرون، يريونها عوجا بعد أن أصلحها الله والحكماء منهم وقد كانت قبل ذلك عوجا لا أمل فيها!.

ارتضى النبي صلى الله عليه وسلم، في صلحه الحديبية إزالك رسول الله قبل اسمه، اسماً دون صفةً، وهو والله أولى الناس بقول الله أحق بذلك، ولكن كان الهدف الأسمى والغاية أبعد من صفات وخطوط ومن رجالٍ يقفون على صغائر الأمور حين يقف كبرائهم على كبائرها، فكيف بنا نحن ونحن أدنى منه علماً ودراية وتقوى، ولكن الصلح خير كما قيل، حتى وان سكب وخطت به الصحائف من دم الوريد، كي يعيش وطن وأمةٌ كثيرة، والمثل هنا يضرب ولا يقاس، ومسلم والذين معه لم نسمع لهم رفضاً وهم الأولى بالرفض منا وممن شك وتربص يريد الفتنة ويريد بالناس الدوائر، وكلن يقرب النار صوب قرصة كما قيل!.

عبدالعزيز عمر الرخيمي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.