آراؤهم

لبنان ليس “حزب الله”

طالعتنا الأيام القليلة الماضية بتفجر للموقف وأزمة خليجية لبنانية جديدة وأنا هنا اذ أثمن حرص حكومة دولة الكويت على حماية الأمن الوطني والتضامن الخليجي ضد التصريحات والسلوكيات المنسوبة (لحزب الله) اللبناني المحسوب على جمهورية إيران الاسلامية.

***

ولكنني في نفس الوقت استغرب من البيان الصادر من وزارة الخارجية الكويتية والذي أعتقد أنه لا يشبهنا في الكويت ولا يعبر عن مواقفنا ولا عن سياساتنا الخارجية المعتدلة والمتزنة.

العلاقات الدولية لا تدار بهكذا ردود أفعال حادة،  وعفوية التعاطي السياسي الكويتي في الاقليم وعلى الخارطة السياسية العالمية
معروف دائما بالتوازن والنفس الطويل وطول البال المحمود.

الكي في الشئون والعلاقات الدولية وفي السياسة الكويتية الخارجية تحديداً هو آخر العلاج وليس أوله ، والهدوء والتدرج في اتخاذ المواقف باتجاه الدول وخاصةً الدول الشقيقة والصديقة هو ديدننا في الكويت.

***

حزب الله في الماضي القريب والبعيد قام بما هو أشنع مما يقوم به حاليا ولم تعاقب لبنان على جرائمه (وهذا تصرف صحيح لأن لبنان غير مسئول اطلاقاً عن جرائم هذا الحزب).

فقد تم اختطاف طائرة الجابرية الكويتية على يد أفراد من حزب الله
ولم تعاقب لبنان، وحزب الله أيضاً جنّد وأرسل العديد من الافراد والجماعات للإضرار بمصالح دولة الكويت في مناسبات كثيرة ومريرة لعل أبرزها وأوضحها على الاطلاق ما بات يعرف بقضية (خلية حزب الله التجسسية) في داخل الكويت ، خلافا للممارسات والانتهاكات لما يسمى بحزب الله الكويتي والافرع الاخرى التابعة للحزب في عموم دول مجلس التعاون الخليجي ولم نعاقب لبنان ولم نقطع العلاقات الدبلوماسيه مع لبنان.

***

وذلك لأننا نعلم أكثر من غيرنا أن لبنان مكتوي مثلنا بنار هذا الحزب
وقد يكون الضرر الواقع على لبنان أكثر من الضرر الواقع علينا في الكويت وفي دول مجلس التعاون و في الدول العربية الأخرى أيضاً
فحزب الله يشكل دولة داخل الدولة اللبنانية بل إنه يختطف مع سبق الاصرار والترصد الدولة اللبنانية وقرارها الاستراتيجي ويتجه بلبنان باتجاه مصالحه ومصالح من يديرونه ويدين لهم بالولاء بما يختلف ويتعارض كثيراً مع المصالح اللبنانية العليا.

ولاننا نعلم ونعلن دائماً انه حزب لبناني وعلى الارض اللبنانية ولكنه تابع لايران وينفذ الرغبة السياسية الايرانية في المنطقة.

***

اذا لماذا نعاقب لبنان على أمر لم يقترفه ؟! ولماذا نعين حزب الله على الانفراد أكثر في لبنان وإحكام سيطرته عليها في معزل عن محيطها العربي.

لماذا لا نتجه بهكذا حزم وعزم الى ايران ذاتها ان كنا صادقين ونتمتع بذات الشجاعة في اتخاذ المواقف والقرار ونقوم بسحب سفراءنا منها ونطرد سفراءها ؟
اذا كنا واثقين من دقة ماننشره عن تبعية حزب الله لإيران والحرس الثوري الايراني تحديداً

***

البيان الصادم والصادر عن وزارة الخارجية الكويتية يجب تدارك عواقبه الوخيمة على السياسة الكويتية وعلى ادارة العلاقات الدولية
وعلى العلاقات الشعبية والرسمية بين البلدين جراء هذا التخبط اللامسئول.

الحاله اللغوية الركيكة التي بني عليها هذا البيان غريبة ومريبة،
واللغه السياسية الضعيفة التي صيغ بها مضحكة ومبكية في ذات الوقت. (بيان) لايعدو كونه كلاماً مرسلاً والكلام المرسل …. لم و لن نستطيع استقباله، أو القبول به.

***

ختاماً
لبنان ياسادة
دولة عربية مسلمة
شعبها شعب عربي مسلم
باختصار .. لبنان ليس (حزب الله)

حماد النومسي

رئيس حزب المحافظين المدني

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.