الحكومة الجديدة ولدت بعد مخاض طويل، ومن الوهلة الأولى يتضح لنا جلياً أنها وبعد قراءة أسماء الوزراء أنها حكومة ولدت ميتة إكلينيكياً تتنفس فقط، ولو نظرنا لوجدنا أن تشكيلة الحكومة الجديدة لا لون ولا طعم ولا رائحة، رئيس وزراء شارك كوزير في حكومات كثيرة فاشلة ومن ثم أصبح رئيس وزراء، شكّل خلالها حكومات متعاقبة لم تنجز شيئا، بل أخفقت وتهاوت كل حكوماته التي شكلها.
الوزارة الجديدة “سمك لبن تمر هندي” حيث تم توزير أربعة نواب علماً أن الحكومة تحتاج إلى محلل واحد فقط في التشكيلة الوزارية وسبب التوسع في توزير النواب هو تقليل العدد في كتلة النواب داخل المجلس لتخفيف الضغط على رئيس الوزراء في حالة تقديم أي استجواب ضده.
وبالنسبة للحقائب السيادية كما هي باستثناء وزارة الداخلية التي تغيرت وهي بمثابة محاصصة شيوخ من منطلق شيل الشيخ الفلاني وحط الشيخ الفلاني وأما الحقائب الأخرى فيها من بقي على حقيبته، وفيها من تم تغييره ولا يخفى على الجميع أن هناك عدة أسماء دخلت بتزكية من قبل رئيس مجلس الأمة حيث يحرص رئيس الوزراء على رضا رئيس مجلس الأمة لعلمه بهيمنة مرزوق على عدد من النواب الذين يأتمرون بأمره في حال التصويت على أي شيء.
للأسف، مازلنا نعيش حالة من التخبط في تشكيل الوزارات وذلك على النمط القديم وزراء شيوخ ووزراء محاصصة ووزراء الصدفة حيث تخدمهم ضغوط النواب والشارع على رئيس الوزراء بسبب تأخر تشكيل الوزارة وفى اللحظات الاخيرة يأتي وزراء الفرصة ويكون توزيرهم حشواً للتشكيلة الوزارية من قاعدة خلصونا عطونا أي أسم بنسكر الحقائب الوزارية.
وأخيراً خروج عدة أسماء من التشكيلة ودخول آخرين شيء طبيعي وتعودنا عليه في كل تشكيل حكومي وسواءً من خرج كان “زين أو شين” لا يعنينا كمواطنين ولكن الملفت للنظر والغريب هو خروج وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري من التشكيلة علماً أنه كان ضمنها حتى اللحظات الأخيرة والكل يعرف من يمثل ، لذلك وبرأي الخاص أن سبب خروجه أو ربما اعتذار من الدخول في التشكيلة الوزارية إحساسه ومعرفته المسبقة أن عمر هذه الحكومة لن يدوم طويلا وهي بمثابة حكومة مؤقتة سوف يمرر من خلالها عدة تشريعات ربما يكون من ضمن هذه التشريعات قانون المسيء وتعديل الدوائر ومن ثم ترفع الحكومة كتاب عدم تعاون ويحل مجلس الأمة ومن ثم رحيل الرئيسين مرزوق الغانم وصباح الخالد لتتحقق رغبة الشعب الكويتي برحيلهم وطي صفحه من صفحات الحياة السياسية التي لا طالما عانى منها الوطن والمواطن .
خالد وهف المطيري
أضف تعليق