ها هو العام يرحل، وسيحل علينا خلال ساعات عام جديد.
عام مضى حاله كحال سائر الأعوام الأخيرة، تلك الاعوام التي قضيتها في المهجر وحيدا بعيدا عن الأسرة والأصدقاء وبعيدا عن الوطن..
ففي بدايات المهجر واجهت الصعوبات، فتحولت تلك الصعوبات إلى تحديات، ثم انطلقت للمواجهة..
في المهجر قد يظن البعض إنك وحيدا ضعيفا، لكن في حقيقة الأمر لا يمكن أن يكون الإنسان وحيدا ولا يمكن أن يكون ضعيفا، فهو من يخلق مجتمعه ومحيطه، وهو من يصنع قوته بل ويتجاوز كل ذلك ليعكس تلك القوة التي منحها الله له على الآخرين ويجعلهم يستمدون قوتهم منه.
في المهجر تستنشق نسمات الحرية التي حاول البعض حرماننا منها في أوطاننا، وقد عبر عن ذلك الحرمان في الأوطان قول ابو تمام:
وأصرفُ وجهي عن بلادٍ غدا بها
لساني مشكولاً وقلبيَ مُقفلا
ففي المهجر قصة كفاح جديدة، ومقاومة للفساد من الخارج، دون أي اعتبار أو خوف من ملاحقات أو اعتقالات..
وفي المهجر نعيش كامل الحرية التي يبحث عنها كل ثائر مقاوم للفساد..
اليوم ومع رحيل هذا العام واستقبالنا لعام جديد أقول..
أسأل الله أن يكون العام الجديد عام خير على الكويت وشعبها..
عام الخلاص من الفساد والمفسدين..
عام عودة الحقوق..
عام الدستور الذي انتهكوه مرات ومرات في محاولة لوأده..
وأخيرا أقول..
إن الوطن في حالة حرب وغزو من الفاسدين، ويجب علينا جميعا التلاحم ورص الصفوف ونبذ الخلافات، وعدم الالتفات للمتساقطين، فالطريق وعر وشائك، فلا تتوقفوا إن كثر المتساقطون، ولا تهتموا إن كثر الطعن والتخوين والتجريح، وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”
فامضوا في طريقكم الحق، واسألوا الله الثبات عليه..
وكل عام والكويت وشعبها بخير.
المغرد جنوب السرة
أضف تعليق