الشعب الكويتي يتابع هذه الأيام الساحة السياسية ومايحصل بها من تجاذبات بين النواب داخل قبة عبدالله السالم وخارجها ، فالجميع شاهد ماحصل في دعوة مسلم البراك لعقد إجتماع يجمع بين النواب والشباب المهجرين من جهة وبين النواب الحالين من جهة أخرى حيث ظهرت الردود مابين مؤيد ومابين معارض لحضور هذا الإجتماع إلى أن وصلت هذه الدعوة إلى طريق مسدود مما أدى إلى إلغاءها نهائيا.
لذلك سوف نشبه الساحة السياسية هذه الأيام في ساحات الوغى حيث تبدأ المعركة ويلتحم الجيش بالجيش ليتحاربا وبلا شك وبكل تأكيد سنجد مابين صفوف هذين الجيشين هناك من هو القوي الشجاع وأيضاً هناك من هو الضعيف الجبان وعندما تنتهى المعركة فى انتصار أحدهما وإنسحاب الأخر ، في هذه اللحظة سوف تجد الجبناء من الجيش المنتصر يبحثون عن الفرسان المصابين من الجيش المنسحب فى أرض المعركة ليجهزوا عليهم ويقتلوهم حتى يحظوا بشرف قتل هؤلاء الفرسان الشجعان وهذا مايحدث الآن في تصفية رموزنا السياسية على أيدي جبناء السياسة.
والكل يعرف أن سقوط هؤلاء الرموز بأيدي الجبناء لم يكن لقلة خبرتهم الحربية ولا لقلة شجاعتهم ومواقفهم بل كانوا قادة يشار لهم بالبنان ولكن سبب هزيمتهم وسقوطهم هو عدم التنسيق بينهم وبين قيادات الجيوش الأخرى الحليفة ، وعدم التكتيك للخطة الميدانية ، وعدم التسلح بأسلحة حديثة بل تم استخدام أسلحة ومناورات مكشوفة ومعروفة لدى العدو ، أضف إلى ذلك تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، والسببين الأخيرين هما الانفراد بالقرار من قبل قائد واحد فقط ودخول مندسين بين الجيش ينقلون كل كبيرة وصغيرة للطرف الآخر.
لذلك على قادتنا ورموزنا السياسية أولاً اعترافهم بأخطائهم التي كانت هي سبب الهزيمة وعدم المكابرة وحب الذات والكل يعلم أن الحرب كر وفر ونحن كفرسان علينا لملمة جراحنا وتوحيد صفوفنا والإلتفاف حول رموزنا السياسية بالتجاوز عن هفواتهم التي حصلت كانت كبيرة أم صغيرة حيث يشفع لهم تاريخهم السياسي النزيه ونبقى بشر غير منزهين من الأخطاء بشرط اعتراف هولاء القادة بهذه الأخطاء أمام الجميع وتصحيحها حتى يتسامى الجميع عن جراحه.
ماحصل في جلسة مجلس الأمة في يوم الثلاثاء الموافق 2022/1/4 من مشادات بين النواب أمراً غير مستغرب فهو صراع الحق مع الباطل وبإذن الله سينتصر الحق كما وعدنا الله سبحانه في محكم تنزيله ومن الملاحظ أنه بعدما أن تم شق صف كتلة النواب المعارضة وهرب من هرب من أولويات الشعب التي تطالب برحيل الرئيسين حيث يبرر من هرب أن أولوياته هي العفو وحصل العفو لذلك يحاول من يحاول أن يوهم نفسه ويتذاكى على الشارع بأنه يسير فى الطريق الصحيح علماً أنه وفي قرارة نفسه يعلم أن مساره خاطئ وإن لم يصححه سيذهب لمزبلة التاريخ كما ذهب من سبقوه من نواب المجالس السابقة من خلال صناديق الإقتراع في أي إنتخابات قادمة.
وأخيراً مرزوق الغانم ومن خلال إداراته للجلسة سالفة الذكر نجد أنه تنفس الصعداء وتم فك عزلته كرئيس مع النواب حيث كان ومنذ وصول نواب مجلس 2020 وتشكيل كتلة نواب الاغلبية التي قصفت بنيران صديقة كان صامت ومتأني وودود، نعم لديه 17 نائبا يستفيد منهم بالتصويت ولكن لايوجد ولا واحد منهم يستطيع الدفاع عنه ومواجهة كتلة المعارضة لذلك مرزوق آثر الهدنة حتى رزق في (عبيد الوسمي هبة السماء) لمرزوق ولبعض النواب الذين ركبوا في سفينته حيث أصبح عبيد لسان من لا لسان له ليدافع عن الرئيسين وعن من معه فى السفينة مما جعل مرزوق ينتشي في هذه الجلسة ويعود إلى سابق عهده بالصراخ والتهكم على النواب وتسكير المايكات عنهم ضاربا اللائحة الداخلية بعرض الحائط وكأن لسان حاله يقول الأرض أرضي والجمهور جمهوري حيث برر عبيد عن كل مايحصل أن خلافهم مع الرئيسين لم يكن خلاف أشخاص إنما خلاف منهج ، وعبيد وحسب وجهة نظره وتصوره أن منهج الرئيسين عاد إلى الطريق الصحيح فوجب التعاون معهما .
برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا ..
ومشى فى الأرض يهذى ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله إله العالمينا ..
يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا..
وازهدوا فى الطير إن العيش عيش الزاهدينا
..واطلبو الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا ..
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك: عذرا يا أضل المهتدينا ..
بلغ الثعلب عنى عن جدودى الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا ..
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
خالد وهف المطيري
أضف تعليق