كتاب سبر

الأصنام البشرية

الله سبحانه وتعالى حبانا بنعمة الاسلام وكرم الله الإنسان عن سائر المخلوقات وخلقه في أحسن الصور ، لو عددنا نعم الله علينا لن نحصيها بكل تأكيد ، ولو رجعنا بالتاريخ للوراء حيث العصر الجاهلي قبل الاسلام لوجدنا أولئك الأقوام كانو يعبدون الأصنام ويقدسونها ومن هذه الاصنام ( اللات والعزه وهبل ومناة ) وقد تم تحطيم كل هذه الأصنام عند فتح مكة بوعد من الله على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

نعم أشرق دين الإسلام وولت هذه الأصنام إلى غير رجعة ومات من كان يعبدها على الكفر إن لم يكن دخل الإسلام ، لنتفاجأ في هذا الزمان بظهور “أصنام” جديدة يقدسها بعض البشر ويؤمنون بها ويصدقون كل ماتقوله هذه الأصنام حتى لو كان كل مايقولونه كذب وإفتراء علماً أن أصنام هذا الزمان ليست كأصنام كفار قريش تصنع من الطين بل إنما هم بشرٌ مثلنا لحم ودم من خلق الله سبحانه وتعالى.

أصنام هذا الزمان يقولون ما لا يفعلون يتسلقون على ظهور الضعفاء المغفلين من مؤيديهم الذين لا كسبوا خير ولا سلموا من الملامة ، لذلك عند وصول هؤلاء الاصنام إلى موقع القرار وتسلمهم زمام الأمور في أي موقع كان ، حيث كذبوا ونافقوا وادعوا بطولات واهية ليوهموا مريديهم بأنهم نعم الاصنام الثابتة التي لا تميل ولا تلين.

مع الأسف هنالك سذج بيننا يتباهون بأنهم يقدسون هذا الصنم أو ذاك الصنم وتجدهم يلتفون من حولهم كسور الصين العظيم يدافعون عنهم بكل ما أوتوا من قوة ويرونهم بعين واحدة بأنهم منزهين عن الأخطاء ويعتقدون أن دروب أصنامهم البشرية دائماً خضراء وممهدة رغم أن هنالك عقلاء وحكماء يرون عكس ذلك بأن أصنامهم لن تصمد طويلاً وسوف تتكسر عاجلاً أم أجلاً ، بعد ذلك سيصدم التابعون والمقدسون لهم بأن أصنامهم يخرون أرضا صاغرين إلى صنم بشري أكبر منهم ليقدموا بين يديه الولاء والسمع والطاعة وسيبقون عبدة هذه الأصنام وحيدين منبوذين من الجميع لضحالة عقولهم ولسوء تقديرهم لتلك اللحظة.

علماً أن هولاء يعرفون أن أصنامهم البشرية يبيعون ويشترون بهم عن طريق المتاجرة في قراراتهم المصيرية أمام السلطات وأصحاب القرار مدعين أنهم مكلفين من هؤلاء السذج بذلك ويتحدثون لهم بالباطل عن طريق الوعود والأماني الزائفة حتى يتمكنون من الوصول إلى مبتغاهم من كراس خضراء ومناصب وسلطة وجاه ومن ثم ينقلبون رأسا على عقب عما كانوا ينادون به غير مبالين بمريديهم الذين تفرغوا ليل نهار في التشبيح والتطبيل والمدح والدفاع عن أصنامهم حتى خسروا كل القيم والمبادئ الإجتماعية بسبب جنوحهم عن طريق الحق سالكين طريق الباطل أعاذنا الله وأعاذكم منه.

وأخيراً نترك جميع القراء يتأملون وينظرون في من حولهم في حياتهم اليومية بكل تأكيد سيجدون هناك من ينطبق عليهم مسمى الأصنام البشرية وأيضاً من ينطبق عليهم مسمى مقدسو هذه الأصنام أبعدنا الله وأبعدكم عنهم .

خالد وهف المطيري

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.