العتاوية.. بطونها منتفخة وأظافرها حادة.. تأكل ولا تشبع.. تأكل وتنسى.. تغدر.. تسرق طعام صاحب الفضل عليها وتتلذذ فيه تحت الطاولة أو وراء الطوفة..
عتاوية سطت على كل شيء وما خلت لبني البشر في هذا البلد شيء.. عتاوية بأشكال وأحجام وألوان وطوائف مختلفة.. تختلف عن بعضها في أمورٍ صغيرة ولكنها تتفق جميعها في كونها عتاوية بمواصفات أشهر اللصوص والفاسدين
نعرف أن العتاوية بينها صراعات للحصول على أكبر الحصص ونعرف أن البقاء للأخبث والأفسد منهم وأن قوتهم تختلف باختلاف الزمان… ففي الزمن السابق كانت الصناديق “متروسة” وكانت هالعتاوية تنهب منها على كيفها بدون حسيب أو رقيب أو حتى خوف…
أما الحين صار الصراع على أشده لأن الصناديق _كما يروجون كذباً_ لم تعُد تكفي والبئر بدت تنشف.…
فبدأت هذه العتاوية بالتفنن بطرق وأساليب الحصول على الأموال والاستحواذ على المشاريع والصفقات والمناقصات مستغلين حالة الفوضى والتسيب والإهمال فمرة يستخدمون الرشوة ومرة يستخدمون المحسوبية وماعندهم مانع من تحمير العين على الموظف الشريف وتهديده أنه لا ظهر له ولا سند يحميه إن خالف مصالحهم…
فبطون هالعتاوية تورمت من المليارات إما بالتحايل أو التزوير أو الاستثناء وهذا مو مهم عندهم المهم هو الحصول على أكبر قدر من الأموال قبل أن يخطفها العتوي الثاني فالشجار واصل حده في سوق العتاوية والمعركة بينهم حامية الوطيس.…
واللوم مو على العتاوية بس فهي اختارت طريقها وماراح تتراجع عنه لكن اللوم يقع على الكثير من الذين احترم هالعتاوية وتفاخر بحضورهم لمناسباته وهو يعرف حقيقتهم وسطوتهم على مقدرات الأفراد
قد يكون هذا زمن العتاوية الفاسدة ولكن متى ما بدت المحاسبة الصحيحة راح تتوقف العتاوية السمان أو الهزيلة أو مشروع عتوي عن السرقة وستزول مملكتهم ولن تظل قائمة لأن الفساد لايمكن أن يسود طويلاً
عبدالله المسفر العدواني
أضف تعليق