يحدثني صديقي، قائلا: قبل أعوام وفي ليلة من الليالي كنت عائدا إلى البيت، وفي الطريق انعطفت على سيارة دون قصد، فأطلق صاحب السيارة “الهرن” دون توقف، فرفعت له يدي معتذرا، لكنه أبى إلا أن يستوقفني وكان معه مجموعة وكلهم شباب صغار بالسن. لم أتوقف وظل يطاردني، فتوجهت لمخفر الشرطة القريب مني، وعندما توقفت تذكرت المعارك التي تحصل في المخافر وفي المستشفيات على مرأى ومسمع من رجال الشرطة. هنا اكملت مسيري وكان سائق السيارة مازال يطاردني ولم يتراجع حتى عند وقوفي أمام المخفر، ثم اتجهت مباشرة لبيت أحد أفراد جماعتنا وكانت هناك “دكة” يجتمع فيها شباب الجماعة يومياً والذين هم بسن السائق والمجموعة التي تطاردني. وفعلا، ما أن توقفت عند “الدكة” الممتلئة بشباب جماعتنا حتى عادت السيارة أدراجها وذهبت بلا رجعة !.
تذكرت هذه القصة وأنا أرى الانفلات الأمني الحاصل شبه يوميا في البلد.. فلم يعد المخفر والمستشفيات ملاذا آمنا، ولم يعد رجل الشرطة الذي تراه في دوريته بالشارع ملجأً لك تستجير به.. والسبب بعض كبار القيادات في الداخلية التي شغلت أماكن أكبر منها ، والتي تعجز عن اتخاذ القرار. فكم من رجل شرطة يردعه من التصرف العاجل في مواقف تحتم عليه التدخل السريع بسبب القادة الذين هم أعلى منه رتبة والذي يطلب منهم “الأمر” المباشر بالتدخل فيأمرونه شفويا، وعندما يطلب منهم توثيق هذا “الأمر” في دفتر الأحوال، يتراجعون عن “أوامرهم” ويقولون له: أنت تصرف !!
نقطة مهمة:
والله لو كان لدى المواطن ثقة في وزارة الداخلية، لما رأينا تلك الفواجع والانفلات الأمني.. ووالله لو كان لدى المواطن ثقة في وزارة الداخلية لذهب مباشرة للمخافر في أي قضية كانت، لأنه حينها سيكون واثقاً أن حقه سيعود له، دون شوشرة ودون تدخل خارجي.
سلطان بن خميّس
أضف تعليق