امتاز الغرب في القرون الماضية في بناء مشروع حداثي حضاري، بداية من عصر النهضة بقيادة غاليليو غاليلي وديفنشي ثم اتى عصر التنوير بقيادة ديكارت وجون لوك ورفاقهم، فازدهرت الحضارة الغربية في الفلسفة والعلم والفن والادب والاقتصاد، فلا وجود لمنافس يقارعها في تلك المجالات حتى استطاعت القوة الامبريالية الغربيه قيادة العالم و وضع مفاهيمها الاخلاقية والثقافية كمعيار عالمي من خلال الاستعمار كقوة صلبة لتحكم في الشعوب ثم تأصيل الثقافة الغربية في نفوس أبناء الدولة المستعمرة. هي تلك السياسات الامبريالية بالتحكم والاستعمار لإنتفاع الاقتصادي، مع تطور ” العلوم والثورة التكنلوجية” تم استبدال تلك السياسات الى استخدام القوة الناعمة بدلا من القوة الصلبة، اعني اختراق الشعوب من خلال الاعلام والتكنلوجيا المتقدمة والفن، فهي اخف ضرراً وتكلفة واشد فاعلية من الاستعمار العسكري وبالإكراه و وجود مقاومة لا تنتهي. آثار القوة الناعمة كانت اشد فاعلية واختراقا ثقافيا وتأصيل “مبدأ التبعية” في اللاوعي للعقول المستعمرة.
تعود واعتاد الغرب على تصنيف العرب بإنهم دول العالم الثالث المتخلف، واكبر معيار للمثقف لديهم هو من ” يتقن اللغه الانكليزيه ” وتكابرت الانفس وتعالت بكرههم للعرب لا كرهاً بالثقافه العربية او الدين، بل غروراً بحضارتهم وحقداً على الموارد الطبيعية التي تمتلكها الدول العربية واحتقاراً بتصغير العرب عندما تُقارن مع ” الحضاريه المادية الغربية وانجازاتها “. هي النفس الناقمة الحاقدة الكارهة لصعود أي مشروع حداثي ان كانت في اسيا الشرقية او الشرق الاوسط في ظل وجود ازمة حضارية للغرب تناولها مفكرين كشبنلجر و توبيني، يذكر الدكتور عبدالوهاب المسيري ان الحضارة الغربية الحديثة دخلت مرحلة الازمة منذ منتصف القرن التاسع عشر بعد انتصاراتهم المعرفية والمادية. وهي الان تمر في مرحلة بداية ” سقوط الحضارية الغربية” فتشدت اصوات الكارهين لكل تقدم او تصدير ثقافة اخرى غير تلك الثقافة الغربية او المبادىء الاخلاقية.
غضبت الوسائل الغربية والساسة من البشت، لا كرها بالبشت كقطعة قماش، بل لما يعنيه البشت من ثقافية عربية تحمل مبادىء وتقاليد عربية رفضت الانصياع للغرب بالترويج “للمبادىء الاخلاقية الغربية ” بالترويج للمثلية، بعد غضبها من استضافة العرب لاكبر مسابقة في العالم واكبر ” منصة اعلامية لنشر قيم ومبادىء وثقافة ما “، فالغرب قطعا لا يرى العرب شيئاً، فمن اعتاد على التكبر والتعالي ورؤية نفسه يتهاوى ويتساقط بينما من ” كان يستعمره ” يبدأ بمشروع نهضوي قطعا سيكون له من الكارهين والحاقدين.
نجحت قطر من ترويج الثقافة العربية في العالم بداية من الاستضافة حتى ” ارتداء ميسي للبشت ” لتكون صوره لتاريخ لجميع شعوب العالم، لكن يجب تأصيل هذا العمل من خلال تطور حضاري يبدأ من الانسان والاستثمار بالإنسان، الاستثمار المادي مؤقت ولا يطول عندما تنتهي ” الأموال” أما الاستثمار البشري قطعا ستنتج من خلاله ثورية في جميع المجالات، العلمية و الاقتصادية و الادبية. فأتمنى لقطر والمملكه العربية الاتجاه نحو التركيز اكثر بالاستثمار البشري وبناء مشروع حداثي نهضوي للعرب، لمنافسة اسيا الشرقية في المستقبل.
علي الغتر
أضف تعليق