المتتبع للمشهد السياسي الكويتي لا يُخطِئْ حقيقة واضحة مفادها : “إن الشعب الكويتي يمثل الرقم الصعب في المعادلة السياسية” كلما خضع لإستحقاق كانت كلمته هي العليا ؛ وحسبك متابعة نتائج انتخابات مجلس 2020 و مجلس 2022 ، وستكون له الكلمة الفصل في مجلس 2023 ، بمشاركة غير مسبوقة تصل من خلالها النخب الوطنية لقبة عبدالله السالم ، وتكنس كل أدوات الفساد التي عانى منها الشعب علي مدى 10 سنوات مضت !.
وقد يسأل سائل ؟
ما جدوى المشاركة وفي كل مرة يبطل المجلس أو يحل ؟ .
وهنا من الضروري استحضار مضامين الخطاب السامي التاريخي والذي أكد علي” اللجوء للشعب لتعديل المسار” وحث على المشاركة وحسن الاختيار. فإذا كانت المشاركة في الإستحقاقات السابقة واجبة ؛ فإنها اليوم ترقى لتكون مهمة وطنية عظمى .
لا يخفى على أحد ؛ حالة اليأس التي تخيم على المزاج الانتخابي والتي تحاول القوى النافذة جاهدة لتعميقه ، من خلال بث اليأس أكثر في نفوس الناخبين ، لتنجح أدواتهم الفاسدة ، فهل نتركها لهم ؟!.
نشارك من أجل مؤسسة تشريعية قوية قادرة على التشريع والمحاسبة ، نشارك لإستعادة كويت كانت رائدة في كل المجالات ، نشارك لإسقاط قوانين من خلالها كُبلتْ الحريات وسُجِن الشباب الوطني من الجنسين ، نشارك من أجل تطبيق القانون على الجميع لتتم مكافحة الفساد واقتلاع جذورة ، نشارك من أجل إقرار قوانين لطالما حلمنا بها مثل :
استقلال القضاء ومخاصمته ، قوانين الإصلاح السياسي ، قانون تنظيم غرفة تجارة وصناعة الكويت ، المفوضية العليا للإنتخابات ، نظام انتخابي عادل ، معايير اختيار القيادي ، المعيشة ، الإسكان ، التعليم ، الصحة … وغيرها من قوانين تمس بشكل أساسي رفاهية المواطن الكويتي.
الكويت اليوم في آخر الركب ألا تستحق منا المشاركة لأجلها ، وإسقاط كل النعرات القبيلة و الطائفية و الفئوية من نفوسنا لتعود الكويت عروساً للخليج كسابق عهدها . أما آن الأوان لذلك ؟! .
ختاما :
كل آمالنا معلقة بعد الله سبحانه علي وعي الشعب الكويتي ، الذي مر بمخاص ديمقراطي صقله أكثر ووسع مداركه وزاد من خبرته السياسية ؛ أملنا أن يشارك هذا الشعب العظيم بكثافة في صبيحة يوم 6/6 ؛ لتكون الضربة القاضية لكل من تحالف ضد تطلعاته وأحلامه وآماله ليصل مجلس يحقق لهذا الشعب الكريم ما يريد .
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ، أمناء .
د.حمود حطاب العنزي
أضف تعليق