على المسلم أن يسعى إلى اغتنام فضائل شهر رمضان، واستثمارها لجني الأرباح العظيمة، هذا على المستوى الفردي، وعلى المستوى المجتمعي توجد فرصة عظيمة في استثمار إيمانيات شهر رمضان، لنبذ الخلافات وإعلاء قيم الحوار وتقبل الآخر والتسامح التي ترسخ مفهوم المصالحة الوطنية، والذي يقوم على مبدأ قوله تعالى: “تعالوا إلى كلمة سواء”. فالحفاظ على الوحدة الوطنية بهذا المعنى فريضة شرعية، وذلك لإنهاء جميع مظاهر الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد، فالتنوع في الأفكار والرؤى يعطي للحياة مظهر التجديد، وعلي النقيض ؛ فإن الإختلافات التي تنشأ على خلفية عصبية أو عنصرية أو طائفية تكون سبباً في تفتت النسيج الاجتماعي.
فنحن اليوم أصبحنا في أمسّ الحاجة إلى ضرورة تحديد المبادئ والأصول التي تتمحور حولها “وحدة الكلمة” ، والبحث بصدق ونية صافية عن نقاط الاتفاق ورص الصفوف حولها، فيعمل الجميع لخير الكويت والاحتكام لحوار مجتمعي يتم فيه تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وشرط الضرورة فيه ؛ قبول التعددية واحترامها في الوقت نفسه ، فاختلاف الناس في الرأي أمر حتمي، إذ لا مناص من التمسك بقيم الحوار والتسامح مع وفاء السلطة بكل التزاماتها بالرعاية والاحتضان لهذا الحوار، بعيدا عن تأجيج الصراعات أو تعميق وتغذية الأفكار ذات النزعات العصبية.
وسمو رئيس مجلس الوزراء يتحمل المسئولية الوطنية في ذلك .
ختاما:
اصبح واجباً وطنياً علي السلطة ان تدعو الجميع – نخب ، أفراد ، جماعات ، مؤسسات رسمية وغير رسمية – إلى استثمار الأجواء الرمضانية لتقريب وجهات النظر، خصوصا أننا في وطن له إرث إسلامي وعربي عميق، تحت قيادة إنسانية حكيمة واعية متسامحة مشهود لها اقليماً و دولياً ، ذات حزم وشجاعة قادرة على اجتثاث العوائق، ولاسيما التي تسببها حكومة الظل، وبالتالي تشكيل قاعدة للانطلاق بوطننا الغالي نحو مستقبل أفضل.
اللهم في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان المبارك قدر للكويت رجال دولة اقوياء ، شرفاء ، امناء.
د.حمود حطاب العنزي
أضف تعليق