لست أسيراً لنظرية صراع الاجيال ، ولكن الحقيقة الثابتة لدي مفادها الآتي : الثقافة الكونية فرضت نوعين من المحتوي أحدهما منحط وتافِه ، والآخر راقي وعميق – فاختر لنفسك ما تتبع – ومن الواضح أن محتويات التفاهة هي السائدة ؛ يقول الفيلسوف الأمريكي “آلان دونو” في كتابه “نظام التفاهة” :
“إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام ، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم ؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً ، إنه “زمن الصعاليك الهابط” ، وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة . ويضيف : “إن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت في ترميز التافهين ، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء ، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على الجماهير ، عبر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة ، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان…” !!
ألا تستحق هذه الظاهرة الدراسة والبحث والخروج بنتائج تتوحد حولها جهود الحل ؟!.
ختاماً :
خارج إطار العقل والمنطق أن يتراجع المحتوى الراقي لتركي الدخيل وأمثاله في مختلف مناشط الإبداع ، أمام محتوي فاشنيستا بلهاء ! ، هذه الحالة فاقمت الازمة الاخلاقية لدى الجيل ، ما من شأنه إنحطاط القيم ولا سيما الجمالية منها لدى معظم أفراد مجتمعنا الخليجي ، هذا يستلزم حضور كل الجهود الرسمية وغير الرسمية نخب مثقفة ، أفراد ، جماعات ، جمعيات نفع عام ، وكل من لديه القدرة على المساهمة في إعادة صياغة عقلية الإنسان الخليجي من جديد ، وبالتالي إعادة قيم الذوق العام لمكانها الصحيح في النسق القيمي الفردي والمجتمعي ، فمن غير المقبول الاستسلام وترك المساحة فاضية لهؤلاء التافهين .
ودمتم بخير
د.حمود حطاب العنزي
أضف تعليق