بواسير السياسة
بقلم.. فالح بن حجري
لا أدري إن كنّا مللنا من السياسة أم أن السياسة هى من ملّت “من وجيهنا”، ولا أدري أن كان السؤال مستحقاً أم أن جوابه “أمحق” منه فالسياسة جماد لا تنطق ولا ترد جواباً لإنس ولا جان وحتى لو فرضنا أنها كانت رجلًا لقتلتها على الفور، لأنها عقور “بنت كلب” لم تسعر نار وفاء أبيها بل استعارت سيرة نجاسته وسيل لعابه ونباحه المسلول.
ولا تلوموا مللنا فلا يكلف الله “أملاً” إلا وسعه، فكيف بنا بسياسة تبدأ “بنباح” وتنتهى “باح “، سياسة تملك فائضاً من “أصفار” النتائج وتستثمر فى مخزون مستفيض من “صفير” الجماهير وتطبيلهم، سياسة لعوب “تتمكيج” بفن الممكن لتداري قبح فن التمكّن، سياسة عشاقها كثر وغرقاها أكثر، سياسة متكالبة بنت كلب عرق جبينها دساس مندس تحت لحاف الوسائل، ينام قرير العين بينما سيدته الغاية تنام على الرصيف، سياسة تبدأ “بمسيرة” وتنتهى بسهرة مع أغنية “سيرة” الحب لفلان وعلان وفلنتان وفلنتاين من رموز السياسة المشفّرة، سياسة تبدأ “بخطبة” عنترية وتنتهى “بطلاق” عبلة و”تسفير” شيبوب وبيع نوق الملك النعمان العصافير فى سوق الحراج.. سياسة تبدأ ببرلمان وتنتهى بـ”مان تو مان” ومراقبة لصيقة يتخللها أكتاف قانونية وفاولات عند منطقة قانون الجزاء، سياسة تبدأ بتجمّع “معارضة” وتنتهى بفراق “معي” أو ” أرضه” وأدوس بطن تغريدة وظهر رتويت وانشر ملابسه الداخليه على حبل المخافر والمحاكم، سياسة تجيب فيها الحكومة لنا العيد بينما ما زال مستقبلنا “يقرقع” قلبه وراء أبوابنا والتنمية تصيح من ورائه “ويص ويص إنجازاتكم جعاميص “.
سياسة قُد قميص مصداقيتها من دبر الحقيقة، ولو سل دستورنا سيف نصوصه لولى جمع ساستها وولّوا الدبر ولتبخر حلمنا الملول فيهم، كما تبخرت أحلام عبد الله السلال رئيس ثورة اليمن، والذي أراد أن يحوّل اليمن إلى دولة حديثه بعد أن طمس عصر الأئمة سعادتها، وأفقدها أعز ما تملك من تعليم وكهرباء وصحة، ولكن جرت أحلام السلال بما لا تشتهى سفاهة عصره، ومجون الأحداث السياسية من حوله، ولما قدر الله عليه وأصيب بالبواسير اضطر للعلاج فى مصر عند حبيب “انقلابه” عبد الناصر، وكان علاج البواسير وقتها متوفرًا بالكي الكهربائى فقط، وفعلاً أجرى السلال العملية وبعدها زاره أحد الأصدقاء متحمدًا له بالسلامة، وسائلًا إياه عن نتائج العملية.. فقال السلال متنهدًا: الحمد لله.. يبدو أن الكهرباء دخلت “دبري” قبل أن تدخل اليمن.
@bin_7egri
أضف تعليق