رياضة

“ميسي”.. حضوره يكفي

مشاهدة ميسي على مقاعد البدلاء في مباراة حساسة كهذه أمر لم يعتد عليه جماهير كرة القدم في العالم وبرشلونة بشكل خاص، و رغم أن أطباء النادي الكتالوني بعد الفحوصات الطبية الأخيرة التي خضع لها اللاعب نصحوه بعدم المشاركة، إلا أنه تواجد مع الفريق ولم يكترث إذا كانت الإصابة ستتفاقم أم لا، بل انصب اهتمامه كله بكيفية بلوغ الفريق إلى الدور نصف النهائي.

وهذا كله ليس بغريب على أي لاعب محترف في العالم، وخصوصاً إذا كان نجمًا بارزًا بالفريق، ومن رأيي الشخصي يجب أن يتحلى اللاعبين بهذه السمة “الفريق أولاً ثم لكل حادث حديث”.

شعرت منذ مشاهدتي جلوس “ميسي” على كرسي الاحتياط بأن كل شيء من حوله يتحدّث، ولكن دون أن يتفوّه أحد بكلمة واحدة، الأنظار كلها وللمرة الأولى تتجه كلها خارج الملعب، نعم خارج الملعب رغم أن المباراة كانت مثيرة وشدّت انتباه المتابعين.

 مقاعد البدلاء كانت تظهر عليها ابتسامة، وكأنها تقول “أنا أهم حدث في المباراة”، الكرة التي تم أختيارها للمباراة ظهر عليها نوع من  الحزن وكأن لسان حالها يقول “يا لحظي العاثر.. كم تمنيت أن يداعبني أفضل لاعب في العالم طوال التسعين دقيقة كـ بقية الكرات”.

كل شيء لم يكن على عادته قبل دخول ميسي، حتى الجماهير التي تشاهد المباراة خلف التلفاز.. كأن الملل مسيطرًا عليهم، لكن منذ دخوله إلى أرض الملعب، كل شيء تغيّر بل انتفض، وأولهم باريس سان جيرمان الذي تراجع أداءه كثيرًا، وأصبحت الكفة للنادي الكتلوني.. هل اسمه مخيف؟ أم “أنشيلوتي” مدرب النادي الباريسي كانت له تعليمات معينة في حال نزول الأرجنتيني إلى الملعب؟ وحتى لاعبو برشلونة أنفسهم تغيّرت طريقة تحركاتهم للأفضل لحين تسجيل الهدف.

ميسي لاعب من الطراز الرفيع والكل يعلم بذلك، ومن الطبيعي أن يتأثّر الفريق في غيابه فهو النجم الأول بالنادي، وفي بعض الأحيان تكون الخطة  مبنية عليه مع مساعدة زملائه له، فهم يلعبون الكرة الشاملة، مرر على الأرض قدر المستطاع دون اللجوء للكرات الطويلة، لكن هذا الساحر استثنائي بعطائه غيابه عن أي مباراة دعم كبير للخصم في اللعب بحرية أكثر.