نفق البراك وفقه الفلاتر
بقلم.. فالح بن حجرى
مضحكٌ حرص أفراد مجتمعنا على تركيب “فلاتر ” تصفى زيوت سياراتهم وإهمال تركيب “فلاتر ” تصفى زبدة الهرج من عبارات التصاريح، السيارة مهمة نعم ولا شك فهى من تساعدنا على التنقّل هنا وهناك ولكن “العبارة” أيضًا مهمة و”فلترتها”من قشور السرد التى “تَلبدُ” منا ومناك فيما بين السطور يساعد كذلك على التنقّل من شارع الإشاعات إلى شرع الله سبحانه الذي أنزل فى محكم كتابه: “فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
وأفضل فلتر عبارات تجدونه فى سوق التصاريح لا بد أن يحتوى على ثلاث “فلاتر” مدمجة فى بعضها، أولها مصداقية المصدر، وثانيها مصداقية القائل وآخرها.. مصداقيتك انت.
باختصار مفيد.. المصدر لا يجب “أن يكون خبلٍ إذا جاب السالفة سردها”، والقائل لا يجب أن يكون “صياد جنائز” مدمن على حضورها ليشبع فيها لطم، ومصداقيتك انت لا يجب أن يكون سرجها موضوع على ظهر هوى نفسك أو ريح مصلحتك، بل كن كما أراد لك الله سبحانه.. قائماً بالقسط.
تصريح النائبة الهاشم حول أنفاق مسلم البراك، يمكن ان يكون مخطط “كروكي” ممتاز لبناء “كركرة” مضحكاتنا المبكيات من التصاريح والأخبار، فكونها نائبة فى مجلس الأمة كان الأجدى أن تتكلم عن الهدر فى “الإنفاق العام” لا أن تهدر غاضبةً حول ميتافيزيقيا “أنفاق البراك”، كما أنها “كقائل” لا يخفى على أحد خصومتها مع البراك، وفكرة من أيام حملتها الانتخابية إلى اتهام جملتها الاخيرة فى قناة الصباح، ولذلك لا استغرب قولها هذا ولا استغرب حتى لو ادعت أن المسيح الدجال سيخرج من “مقلط” ديوان البراك أو أن شيخ الحراك عباس الشعبي هو فاوست الذي باع روحه للشيطان أقساط وبنظام البالون، أو أن أبو وحش الميموني آيقونة الحراك هو مخلوق فضائى من مجرة اندروميدا، وأن مركبته الفضائية مدفونة تحت رمال أم القواطي بعد الطعس الثالث على طول، لا محل هنا للاستغراب ولا كشك سجاير حتى، فدعونا من بخور سوق الخصومات ولننتقل مباشرة إلى المصدر، وهو كما يفترض الحكومة وهى لم تذكر فى بيانها أي شيء عن أنفاق ولا هم يحفرون، بل ذكرت أن القوات الخاصة لم تتعد الديوان، كما أن الكل يعلم بأن الداخلية ترسل قوات خاصة من عسكريين لا جيولوجيين، فإمّا أن تعدّل الحكومة فى بيانها أو تعدّل الهاشم فى خصومتها، ولا حل آخر يفل روس حبال المصدر من بعد عقدها.
أتوقّع متفائلاً أن تصريحًا كهذا لن يصمد أمام فلتر المصدر والقائل، ولكن ان افترضنا لا سمح الله أنه حصل تسرّب لبعض الهرج نحو الفلتر الأخير، وهو أنت، فصار يراودك تصديقه عن نفسك مطالباً بالقرب من حرم مخيخك المصون، فها هنا أجدني مضطرًا لإبطال شمسية يأسى أمام سوء حال أجواءك العقلية، والاتصال بحماية المستهلك ومطالبتها بإغلاق محل النقاش بينى وبينك بتهمة بيع “أحلام ” فاسدة.. وشطبنا يا عم الحاج.
أضف تعليق