عديمو الجنسية في الكويت
كتب المقال: نواف فهد البدر
منذ عقود طويلة من الزمن كانت الحكومات الكويتية المتعاقبة تتلاعب بمسمى عديمي الجنسية في الكويت (البدون)، حيث كان أول مسمى لهم في مطلع الخمسينيات “كويتي” وآخر “بادية الكويت”، ولحقه أيضا “غير كويتي” و”بدون” و”غير محدد الجنسية”، وبعد الغزو “غير مبين”، ومن ثم ابتدعوا المسمى الكارثي “مقيم بصورة غير قانونية”.
كيف يكون الكويتي البدون مقيماً بصورة غير قانونية وهو موجود في البلاد قبل تأسيسها، وقبل إصدار قانون الجنسية عام 1959 وقبل صدور أول جنسية في الكويت عام 1960؟
والمضحك المبكي أن يسمى الشهداء البدون في السجلات “مقيمين بصورة غير قانونية”!! كيف يضحي شهيد لأجل الوطن ويسمى “مقيماً بصورة قانونية”! والمحزن أكثر عندما قابلت أحد أفراد الحرس الأميري الذين شاركوا في إنقاذ الأمير الراحل الشيخ جابر رحمه الله من محاولة اغتياله في الثمانينيات، وهو كان أحد أفراد حماية موكبه، وأصيب أيضاً بمحاولة الاغتيال، وكان له دور في إخراج الأمير الراحل من مكان الانفجار.
المخزي أن يطلق على هذا الشخص الآن بعد أن كان عسكرياً في الحرس الأميري، ويقف خلف سمو الأمير الراحل مع حمايته الشخصية، وبعد هذا العمر والعطاء مسمى “مقيم بصورة غير قانونية”!! أي جنون هذا؟
وهناك العديد من البدون شرطة في وزارة الداخلية التي تقوم بإلقاء القبض على كل “مقيم بصورة غير قانونية”، وهم يحملون بطاقات مكتوب فيها “مقيم بصورة غير قانونية”!!
أضف إليهم العسكريين البدون الذين يعملون منذ عقود في الجيش الكويتي، ويطلق عليهم أيضا مسمى “مقيمين بصورة غير قانونية”، وأترك لكم تفسير هذا الجنون الذي تمارسه الحكومة في تسمية الكويتيين البدون.
خلاصة القول إن الحكومة تتهرب من أن تسمي البدون في الكويت بـ”عديمي الجنسية” نظراً للالتزامات التي ستكون واجبة عليها تجاه أبناء هذه الفئة، ومنها إلزام الدولة بتجنيسهم.
***
الدكتور يوسف الصقر رئيس الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان، عرفته منذ زمن قريب وله دور إنساني مميز ومساهم فاعل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الكويت وله صولات عديدة في مجال حقوق الإنسان، وإسهامات فاعلة في الدفاع عن قضايا البدون الإنسانية ودور إيجابي في تعامله معنا كناشطين في قضية البدون، له منا كل الشكر والعرفان على جهوده الطيبة ونأمل منه المزيد في خدمة الإنسان.
أضف تعليق