عهد الشيخ مبارك الصباح يرى فيه البعض ذكريات جميلة وهم اكثرية رغم بعض التحفظات والملاحظات من جانب البعض الآخر وعددهم قليل لكن الرجل يبقى رمزا تاريخيا باعتباره المؤسس الحقيقي للكويت فهي صنيعته التاريخية ولو لم يكن في تلك اللحظات من تاريخ هذا الوطن الجميل موجودا لربما كان الوضع غير الوضع والتاريخ غير التاريخ ولربما كنا جزءا من بلد آخر فالأطماع تحيط بنا من كل جانب ومازالت كما يبدو على حالها .
كنت في زيارة للنائب والوزير السابق عبدالوهاب الهارون وضمن أجواء الذكريات التي تحدثنا حولها كان عهد الشيخ مبارك الصباح رحمه الله فقد وصفه بوراشد بأنه مرحلة تاريخية هامة من تاريخ الكويت وكان العصر الذهبي بالنسبة للاقتصاد الوطني في ذلك الوقت فقد بلغ عدد سفن الأسطول التجاري مايقارب 800 سفينة متنوعة تجوب البحار وتزور الموانئ وتحمل على ظهرها أكبر عملية تبادل تجاري في تاريخ المنطقة بأكمله في حين كانت بقية كيانات المنطقة لا تملك مثل تلك الميزة .
الاقتصاد هو عصب الحياة وهو المعيار الذي يقاس به تقدم البلدان وتطورها وعندما تسأل شخصاً ما لديه من الفهم والخبرة مايؤهله للحكم على الأمور عن بلد ما فإن أول ما يتحدث عنه الناتج القومي على اعتبار أنه المدخل لتقييم بقية الأمور فإذا نجح زعيم ما على رفع الناتج القومي لبلده من خلال الخطط الخمسية التي يضعها جاز أن يطلق عليه زعيم تاريخي وهو بالضبط ما حدث مع الشيخ مبارك الصباح رحمه الله ، ولازال الكويتيون يتذكرون عهده السخي ومن خلاله يمكن تغطية بقية العيوب كما يقول الإمام الشافعي .
نحن الآن على أبواب مرحلة تاريخية إذا ما أجدنا قراءة الساحة جيدا فهناك ترتيب يجري على قدم وساق للتخلص من الفوضى العارمة التي مررنا بها ، وهناك أيضا محاولة لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني تجاه تعظيم دور الفرد بعيدا عن القطاع الحكومي المترهل ، والأمر لا يخلو أيضا من فرصة لأن تعيش الدولة على إبداع الأفراد وهم في المجموع المكون للقطاع الخاص بدلا من أن يعيش الأفراد على امتيازات الدولة والقطاع النفطي ومايترتب عليه ، وهناك فرصة لأن يكون عهد الشيخ صباح تجديداً لعهد الشيخ مبارك بشرط أن ننهض جميعا .
أضف تعليق