فن وثقافة

في الذكرى الـ 39 لاغتياله
لقد قرعنا جدران الخزان يا كنفاني

بقلم علي المسعودي : 

خمس سنوات عاشها غسان كنفاني في الكويت… ومنها استلهم روايته الغريبة (رجال تحت الشمس) التي تحكي عدداً من الشبان الفلسطينيين يعبرون الحدود خلسة إلى العراق ثم  يتم تهريبهم في صهريج “سيارة نقل ماء” من البصرة الى الكويت… وعلى الحدود الكويتية تطول معاملة صاحب السيارة مع رجال المنفذ… وعندما يعود ليطمئن على “شحنة التهريب” يجد الشبان قد قضوا اختناقا.!!.. ويسأل كنفاني في آخر الرواية على لسان المخصي “ابو الخيزران”:: لماذا لم يقرعوا جدران الخزان؟

على الحدود العراقية الكويتية كانت الحكاية وكان غسان شاهد ذلك الموت.. وكاتبه، حادثته ظلت غامضة، وجريمة قتله مرت بلا عقاب.

لكن الشعب العربي بدأ اليوم يحاكم جريمة الأمس البعيد .. “أليس الصبح بقريب”.

الموت ليس قضية الميت، بل هو “قضية الحي”.. لذلك لابد للشعب المحبوس عشرات السنين في الصهريج أن يقرع جدران الخزان بعنف..

39 عاما مرت على حادثة قتلك… لكنك كعادة كل الأبطال.. كنت عصيا على الموت، فقد قال محمود درويش من بعدك: “هزمتك يا موت الفنون جميعها”.. 39 عاما مرت… كنت أنت الشاهد فيها على بدايات حكام عرب… نحن نكتب نهاياتهم اليوم عبر رواية طويلة جدا عنوانها “الشعب يريد اسقاط النظام” ها نحن في الكويت تحديدا نحلم حلمك ونحمل حبرك… ففي هذه الأرض آثارك الجلية.

 وستظل حيا حييا… ونعدك أن نواصل قرع الجدران… فإما أن نكسر الجدران او أن نكسر الحدود!! وفي درج من أدراج القلب سنحتفظ أيضا برسائل حبك إلى غادة السمان… لأن لكل منّا غادته!!

كان كنفاني قد قتل صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة وضعت في سيارته امام منزله مما أدى إلي استشهاده مع ابنة شقيقته لميس (حسين نجم 17 سنة)..

غسان كنفاني أديب وفنان ومناضل فلسطيني ولد في مدينة عكا في فلسطين بتاريخ 9/4/ 1936م وبدأ يتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الفرير في مدينة يافا حيث كان والده يعمل محامياً ولم يتم هذه الدراسة إذ وقعت نكبة 1948م وسقطت مدينة عكا يوم 16/5/1948م فلجأت أسرة غسان إلى لبنان لبعض الوقت ثم انتقلت إلى سوريا واستقرت في دمشق .

حاز شهادة الدراسة الإعدادية عام 1953م فاشتغل معلماً في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في دمشق ، ثم حاز بدراسة خاصة شهادة الدراية الثانوية فترك دمشق عام  1955م إلى الكويت للعمل مدرساً في مدارسها أنتسب خلال عمله الجديد إلى جامعة دمشق ونال شهادة الإجازة في الأدب قسم اللغة العربية وكانت الرسالة التي قدمها بعنوان “العرق والدين في الأدب الصهيوني”.

غادر غسان كنفاني الكويت عام 1960م إلى بيروت حيث أنضم إلى أسرة تحرير مجلة الحرية الناطقة باسم حركة القوميين العرب، وتولى رئاسة تحرير جريدة المحرر اليومية، وكان يشرف على الملحق الأسبوعي التي تصدره المحرر باسم فلسطين، ثم انتقل رئيساً لتحرير جريدة الأنوار اليومية (1967-1969م)، في 26/7/1969م ترك غسان كنفاني صحيفة الأنوار ليتولى رئاسة تحرير مجلة الهدف التي أصدرتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان قد أصبح عضواً في المكتب السياسي للجبهة وناطقاً رسمياً باسمها ومسؤولا عن نشاطها الإعلامي، وقد شارك في وضع البيان السياسي للجبهة والمعروف باسم (برنامج آب 1969م)، وكانت الصحافة الأجنبية قد ركزت عليه بعد عملية مطار اللد الأخيرة، وهو متزوج وله طفلين فائز وليلى.

عمل في الصحف والمجلات العربية …

– عضو في أسرة تحرير مجلة “الرأي” في دمشق.

– عضو في أسرة تحرير مجلة “الحرية” في بيروت.

– رئيس تحرير جريدة “المحرر” في بيروت.

– رئيس تحرير “فلسطين” في جريدة المحرر.

– رئيس تحرير ملحق “الأنوار” في بيروت.

– صاحب ورئيس تحرير “الهدف” في بيروت.

من مؤلفاته:

(1) قصص ومسرحيات :

– موت سرير رقم 12.

– أرض البرتقال الحزين.

– رجال في الشمس – قصة فيلم “المخدوعون”.

– الباب – مسرحية.

– عالم ليس لنا.

– ما تبقى لكم – قصة فيلم السكين.

– عن الرجال والبنادق.

– أم سعد.

– عائد إلي حيفا.

(2) بحوث أدبية:

– أدب المقامة في فلسطين المحتلة.

– الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال.

– في الأدب الصهيوني.

(3) مؤلفات سياسية:

– المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.

– مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيمياً).