عندما نجد وزارة إعلام في أي دولة.. فلا شك أن تصنفها على أنها دولة ديكتاتورية.. ففي تلك الدولة لابد من السيطرة على الرأي العام واللعب في العقول..
فلا شيء .. سوى الحاكم.
يتم التسبيح بحمده في الصباح والمساء.
.. يتم الإشادة به وبحكمته .. فلا حكمة إلا له.
.. ولا أحد يقترب من عائلته .. فهم منزهين.. خاصة أنه يفكر بشكل جدي في جعل ابنه خليفة له في الحكم
.. ومن ثم لابد من السيطرة على الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون..
.. وإقامة مهرجانات التأييد والاحتفال بالحاكم وأسرته .. في عيد ميلاده وعيد جلوسه ومرور 10 سنوات على حكمه واليوبيل الفضي لحكمه .. ولا مانع من اليوبيل الذهبي.
.. ولن يتم ذلك إلا بوجود وزارة الإعلام والتي يمتد أثرها أيضا على قنوات التلفزيون الخاصة إذا سُمح لها أصلا.
.. فلابد من الحشد والتأييد من خلال سيطرة وزارة الإعلام على الإعلام والصحافة.
.. فهو الذي يعين رؤساء التحرير .. ورئيس التلفزيون ورئيس الإذاعة وغيرها من المؤسسات الإعلامية.
أما في الدول الديمقراطية .. فليس هناك وزير الإعلام..
فالإعلام والصحافة تنتقذ الحاكم وتكشف الفساد وتسعى إلى الحقيقة..
.. فليس هناك حشد وتأييد من أجل الرئيس ولكن حشد وتأييد من أجل قضايا الوطن.
.. وليس هناك رئيس أو حاكم حكيم لا تنتقد وسائل الإعلام..
لذا كان انزعاج شديد في مصر بعد عودة وزارة الإعلام في عهد الثورة ..
فقد فوجئ المصريون بإعادة الوزارة مرة أخرى بعد أن تم إلغاؤها في وزارة عصام شرف الذي كان يعد رئيس حكومة الثورة.
.. فهل هي عودة إلى العصر الشمولي؟ ..
.. فهل تعود مصر بعد الثورة إلى نهج الحشد والتأييد؟
ولكن الحشد لصالح من؟!
هل لصالح رئيس الحكومة عصام شرف (وأحلى من الشرف مافيش!!)؟!
أم لصالح المجلس العسكري الذي يحكم البلاد الآن بدلا من الرئيس الذي تم خلعه ويرقد الآن “مسجونا” في مستشفى شرم الشيخ.
إن عودة وزارة الإعلام في تشكيلة الحكومة المصرية حاليا لهو اعتراف صريح وواضح على فشل الحكومة في الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية بدون حشد.. وبدون إعلام منافق وموالس!!
إنها نفس سياسات النظام المخلوع من “ترقيع”.
كاتب من مصر
رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «التحرير»
أضف تعليق