حصلت ((سبر)) على نسخة من مقال للكاتب “عبدالله العدواني” منعت من النشر حيث يكتب، حيث تناول فيها حال الأسرة الحاكمة والنزاعات بين أفرادها.
وتطرّق “العدواني” في مقاله إلى الأحاديث والأقاويل حول الشريط المسرّب، داعيًا في الوقت ذاته عقد جلسة “مصارحة ومصالحة” بين أفراد الأسرة لتجاوز هذه الخلافات.
مصالحة ومصارحة
بقلم.. عبدالله المسفر العدواني
نعيش هذه الأيام أجواء الاحتفالات بأعيادنا الوطنية بدءًا من ذكرى تولي سمو الأمير حفظه الله مقاليد الحكم وانتهاء بالعيد الوطني وعيد التحرير.. ومع قدوم هذه الأعياد المجيدة والغالية على كل مواطن يتجدد القلق على مستقبل بلدنا في ظل حالة التوتر الحاصلة التي لا تخفى على أحد بين بعض أبناء الأسرة الحاكمة.
ولا يخفى على أحد أيضًا أن الفترة الماضية وخصوصًا الأسابيع الأخيرة شهدت سجالات ومهاترات بشأن تسريبات هنا وهناك مقصود منها إثارة البلبلة بين المجتمع الكويتي ككل ومحاولات تأليب ناس على ناس وزرع الكراهية في نفوس البعض.
ولأني مواطن كويتي قلق وأحتاج أن اطمئن على بلدي، فإني هنا أدعو إلى جلسة مصارحة ومصالحة بين أفراد أسرة الحكم الذين نعتز بهم جميعًا.. ذلك لأن الأمر لم يعد من الممكن السكوت عليه وإلا زادت الفجوة بين البعض وزادت الهوة وعمق الخلاف.
المواطن البسيط يحتاج أن لا يسمع أن فلان على عداء مع فلان وأن فلان يخطط ضد فلان وهو ينظر ويحتار ماذا يفعل وكيف يهدئ الأمور وكيف يأمن على مستقبله ومستقبل بلده وأهله وأبنائه.
نحن نحتاج إلى فكر جديد في التعامل مع هكذا أزمات، نحتاج إلى فكر يجمع بين الكثير من الصفات كالحكمة والحزم والرفق والابتكار.. نحتاج إلى المكاشفة والوضوح حتى بين أبناء الأسرة نفسها حتى يعود إلى مياه خليجنا نقاؤها وإلى سماء ديرتنا صفاؤها.
بل نحن نريد أن نرى ونسمع وبشكل موثّق وموثوق به عن تلك المصارحات والمصالحات التي لا غنى عنها في الوقت الحالي إذا ما أردنا لبلدنا الخير والنماء والتقدم والرخاء.
لا نريد أن نسمع أن فلان تآمر على فلان فسرب له شريط.. ولا فلان يكره فلان فدبر له بليل مصيبة وإشاعة وحول حياته إلى كابوس.. فالأحقاد ستنقلب على صاحبها وصدقوني بلدنا هذه لا يجعلها تستمر في العطاء ويتواجد فيها خير الله إلا بفضل الناس الطيبين والحكام المؤمنين بالله وبحق الشعب في الحرية والعيش الكريم.
لابد من جراحة عاجلة وفتح الجرح القديم الملوّث والعفن وتنظيفه بكل وسائل ممكنة حتى نطهره من الأساس، وإن كان الألم سيكون شديدًا إلا أنه لابد من هذه الجراحة ليلتئم الجرح على نظافة، ونعود كما كنّا سابقًا متحابين متآخين همنا الأول والأخير مصلحة هذا البلد.
كلمة نقولها لحكماء بيت الحكم كل يوم تأخير يعمّق الجراح ويزيد الألم ويبعد المسافات.. فسارعوا إلى لم الشمل وتوحيد الصف إن أردتم الخير لهذا البلد المعطاء الطيب.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
أضف تعليق