بداية وبدون أى مقدمات , أنا أؤيد تماماً إجراء وزارة الداخلية والخاص بمطالبتها بثمن مسدس المرحوم بإذن الله راشد الوعلان , فالقانون لا بد ان يأخذ مجراه, ومجراه كما هو واضح من بيان الداخلية لا يحمى ” المستشهدين ” ! , كما أن عائلة المرحوم ,والتى قدمت دم أبنها فداء لهذا الوطن المعطاء لن يعجزها حتماً دفع مائة واربعين ديناراً فداء “للمجرى” , فكلنا للكويت والكويت لنا وهى ,طبعاً ستبقى احلى اسم في قلوبنا .
كما انى أيضاً أطالب وزارة الداخلية الموقرة ,بان لا تأخذها في المصروفات الاستشهادية الأخرى لومة لائم ,فالشهداء وإن كانوا لم يقصروا في تأدية واجبهم الاستشهادى وعلى أكمل وجه , ولكنهم ليسوا أبداً فوق مجرى القانون , بل هم تحديداً تحت الثرى , و”تحت” ظرف مكان شرحه يطول ونحتاج لفهمه الى زمان أخر غير زماننا هذا ! وعموماً أى شهيد يرى انه “ظلم من المجرى ” ,يستطيع التظلم وفق الاجراءات المتبعة سواء بالحضور بنفسه ,او بإنابة احد عنه ان كان مشغولاً بأمور أخرى .
نريد مالنا العام حياً يا وزارة الداخلية ! ,فأضربى في المليان ” العواطف الوطنية ” وبيد من حديد ,,وأستوفى من الشهداء وذويهم المصروفات الاخرى , كتكاليف خياطة العلم الذى لف به تابوت الشهداء , و ثمن التابوت ,بالإضافة إلى أجرة “بنزين” الطائرة التى نقلتهم من العراق الى هنا, وطبعاً لا ننسى ” كروة الكابتن ” مع الحلاوة ! كما اننا لن ننسى أسرا……! ,عفواً ,تكاليف شهدائنا الأبرار الأخرى ,وخاصة تكاليف “نقش تضحياتهم على ذاكرة الوطن” , والنقش كما هو معلوم تختلف تكلفته بحسب نوع الذاكرة, سواء أكانت رخاماً ام زجاجاً أو خشباً , وبينى وبينكم , أنا أاتوقعها زجاجاً ,لأننا هنا ولله الحمد والمنة نتبع منهج الشفافية في كل أحوالنا, وعموما النقش على الذاكرة في المعدل -وبحسب سؤال المختصين -يكلف تقريباً مائة دينار ,تخصم منها ثلاثون ديناراً أجرة الخطاط الذى سيتبرع بها حتماً تعاطفاً مع ذوى الشهداء ,وخمسون ديناراً سعر الزجاج و الذى سيحلف التاجر المورد بان لا يستلم منه فلساً واحداً قائلاً : ” خلوها علينا” وأيضاً اكراماً لذوى الشهداء ,فيتبقى عشرون دينار هى التكلفة النهائية لنقش التضحيات ,والتى أرجو الا تتنازل الداخلية عن فلس منها ,لان للمال العام حرمة , والحرمة مخلوق ضعيف والأعتداء عليه بحسب ثوابت مجتمعنا الراسخة ليس من المروءة في شي .
أعيدها واكررها ,على وزارة الداخلية استيفاء مالنا العام كاملاً من ذوى الشهداء سواء تكلفة ” نقش التضحيات” او “ثمن المسدسات” ,واؤكد خاصة على ثمن المسدسات , فالمسدس عهدة ,والعهدة على الراوى, وقد اتفق رواة المنطق في حدبث وطنى متواتر على أن الشهيد “روى” بدمائه ارض الوطن ,”يعنى التكاليف لابسته لابسته ” ! وعلى فكرة صانع المسدس الأول “صامويل كولت” قال بعد الفراغ منه جملة شهيرة ألا وهى : الأن تساوى الشجاع والجبان ….واشهد إنه صدق !
قد تستغربون عدم وصفى خلال مجريات مقالى هذا للمرحوم بإذن الله راشد الوعلان بالشهيد ! ولكن إن عرف السبب بطل العجب , وكل القصة اننى اتيه فخراً كلما مرت على ذكرى احد شهدائنا ,ولا أتبع مطلقاً سياسة ترشيد العواطف ,ولذلك اصدقكم القول أنا رجل كادح على باب الله ,وجل ما اخشاه هو ان تصلنى ورقة من مجرى الداخلية تطالبنى بتكاليف الفخر بأثر رجعى ,وكما هو معلوم لذوى الألباب لحظة الفخر بشهيد لا تساويها كل أموال الدنيا ,وفى الأخير أنا لا اريد إعلان افلاسى من اجل ” عيون المجرى ” ! .
@bin_7egri
أضف تعليق