كتاب سبر

ارتباك الإدارة المصرية في الانتخابات الرئاسية

بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية التى ربما تُعلن بشكل نهائى خلال ساعات.. فإن الشعب يريد التغيير.
 
يريد التغيير فى النظام وفى الإدارة التى باتت عقيمة.. وليست على مستوى فهم التغيير الذى حدث للمصريين.
 
.. فقد أثبت اليوم الأول فى انتخابات الرئاسة مدى الفشل الذى عليه إدارة الحكم.
 
.. كما أثبت الفشل الإعلامى «الموجّه» الذى تخيّل القائمون عليه أنهم أصحاب التغيير وتخيّلوا أنفسهم أنهم أصحاب ثورة 30 يونيو وأساؤوا إلى ثورة يناير.. وذلك على الرغم من أن ثورة 30 يونيو ضد الإخوان وهى ثمرة من ثمار ثورة يناير، وكان طليعتها ثوار 25 يناير الذين وقفوا ضد الإخوان واستبدادهم، وكانت المظاهرات تخرج كل يوم جمعة ضد الإخوان، خصوصًا بعد الإعلان الدستورى الاستبدادى، وجرت أحداث الاتحادية فى ديسمبر 2012 واعتداء الإخوان على الثوار.. فى وقت كان يسعى فيه البعض للتواصل مع قيادات الإخوان!!
 
.. فقد كانت حركة وإرادة شعبية ضد الإخوان جعلت الإعلام يستيقظ لها.. فكان هناك تأثير.
 
فقد أثبت التصويت الرئاسى فشل هذا الإعلام.. ومن هنا كان توتر إعلاميين وإطلاق اتهامات هنا وهناك وتقديم تحليلات ضعيفة والاستناد إلى وَهم يؤكّد جهلهم فى طبيعة التغيير التى جرت للشعب.
 
الغريب أن الارتباك الذى ظهر على الإعلام انتقل إلى إدارة الحكم.. فتلخبطت لتصدر قرارات عشوائية، ولعل من القرارات الغريبة إصدار قرار بإجازة رسمية فى البلاد فى اليوم الثانى للانتخابات، وهو يدل على عدم معرفة سلوك الشعب.. بأن الإجازة تدعو إلى الكسل وعدم الخروج.
 
ولعل أيضًا التبريرات الغريبة التى صدرت عن المسؤولين من قبيل درجات الحرارة المرتفعة وصيام الإسراء والمعراج.. وربما فات على هؤلاء «المبرراتية للفشل» أن المصريين كانوا ينزلون ضد الإخوان فى حرارة صيف يونيو 2013 وكان بعضهم من الصائمين أيضًا.
 
إنه الفشل فى عدم فهم التغيير الذى يريده الشعب الآن.
 
.. فالشعب يريد التغيير.
 
.. والشعب يريد الديمقراطية.
 
.. والشعب يريد الحرية.
 
لكن ليس على طريقة إعلام الحشد التى يريدها بعض رجال الأعمال المتلحفين بقنوات تليفزيونية ويعتقدون أن ذلك يمنحهم النفوذ عند النظام الجديد والذى يعتقد -للأسف- أن الإعلام قادر على التغيير.. ولا يعلم أنه لا يمكن أن يغيّر الإعلام دون إرادة شعبية.. فالإرادة الشعبية أولًا قبل الإعلام الموجّه الفاشل دائمًا، خصوصًا إن صدر عن شخصيات فاقدة المصداقية.
 
لقد قدَّم الإعلام «الموجَّه» الناس للمشاركة فى احتفال لا انتخابات باعتبار الأمر محسومًا.. فما كان من الناس إلا ترك الأمر «المحسوم» للإعلام، لكى يرتبك ويتوتّر.. ويقدّم فشله وإفلاسه فى مهاجمة الآخرين، معتبرًا أحيانًا مسؤولية اللجنة العليا للانتخابات لضعف المشاركة -كما زعموا- بما فى ذلك تصدير مشكلة لجان المغتربين رغم عدم فاعليتها فى انتخابات سابقة.
 
لقد أراد الشعب أن يترك بصمته فى تلك الانتخابات «المحسومة» على الجميع من المرشحين والإعلام وما حولهما.
 
فلم يعد يفلح مع الشعب نفس الأساليب القديمة التى استهلكتها الأنظمة القديمة فى التعامل معه.
 
.. فالشعب يريد التغيير الحقيقى.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.