حصلت ((سبر)) على نسخة من مقال الكاتب “عبدالله المسفر العدواني” مُنع من النشر، يتناول فيه الشخصيتين التاريختيّن “عنتر بن شداد” و”عمار الزيادي”، وكيف ان شخوصهما حاضرين في زماننا هذا، ولكل منهما أسلوبه في السعي إلى السلطة.
وجاء نص المقال.. كالتالي:-
دلو صباحي
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
عنتر زمانه وعمار الزياد؟!!
عنتر بن شداد.. هل تذكرونه؟ وعمار بن زياد.. تلك الشخصية المدعية المترفة هل تذكرونها؟ أكيد فهما من الشخصيات التاريخية التي لا تنسى.. عنتر ذلك الشهم الشجاع صاحب المروءة المدافع عن بني عبس.. وعمار بن زياد ذلك الشخص المترف الذي يلبس أفخم الثياب ويرش أطيب وأجود وأغلى العطور ويدعي أنه فارس وما هو إلا جبان يدافع عنه الآخرين وإذا ما انتصروا نسب النصر لنفسه وقام صعاليكه بتمجيده وتأهليه.
وإن قالوا لكل زمان دولة ورجال.. فلكل زمان عنتر أيضا وعمار.. مع الاختلاف في الصفات والمسميات والأهداف والمبادئ.. وفي زماننا هذا تلتقي الشخصيتان عنتر وعمار في مشهد ساخر ومحزن في ذات الوقت فكلاهما حمل أسوأ ما يمكن من مبادئ وأهداف.. والهدف واحد هو المصلحة الشخصية وحب الذات والسعي وراء السلطة الزائلة.
عنتر زمانه يسعى للسلطة وكذلك عمار الخصم.. الذي يرتدي أفخم الثياب ويرش أغلى العطور ويركب السيارات الفارهة ويعشق اقتنائها بل وعمار زماننا هذا يمتلك أغلى القصور في كل البلاد واشترى من الصعاليك ما يحجب نور الشمس فما أن يتجرأ أحد وينقده حتى يجد الصعاليك تسارع لنهش لحمه وتكسير عظمه بل أنه فلح أيضا في شراء صعاليك كانت يوما ما تحت أمرة عنترة.
صراع عنتر الشجاع الساعي لمصلحته الخاصة وعمار المستميت أيضا على السلطة بواسطة المال وشراء الصعاليك انتقل إلى الساحة واشتد.. حتى استطاع عمار أن يخرج عنتر من اللعبة السياسية.. ولكن عنترة لم يستكن وأخذ يرد الكيد لنشاهد فيلم هندي قديم لا نعرف نهايته ومن سينتصر.
عمار أطلق صعاليكه بما يتوافق والعصر فمنهم من يعمل عبر تويتر أو فيس بوك.. ومنهم من يتخذ المواقع الالكترونية منبرا هذا غير الصحف التقليدية والقنوات المأجورة وإذا ما تحدث أحدهم ضد عمار طلع عليه عشرين صعلوك.
المشكلة تكمن في أن الصراع بين عمار وعنتر أشغل العامة والخاصة.. وعطل سير المصالح والأعمال والتنمية والأشغال.. بل ما زاد الأمر تعقيدا وسوءا أن هؤلاء يتحدثون عن المصلحة العامة ومستقبل الوطن.. في حين أن كل هذا مجرد شعارات للوصول للأهداف الاستراتيجية الخاصة ليس إلا.
والسؤال.. أين العقلاء والحكماء ليوقفوا هذا العبث؟ أين الكبار الذين نعتمد عليهم في تحديد المصير بخبرتهم وحكمتهم؟؟ وإلى متى سنظل نعيش هذا المشهد المسرحي الهابط الذي طال أمده ولم يعد يحتمل؟؟؟
أضف تعليق