اللعبة البرلمانية لعبة “عميقة” الأغوار وليس كما يعتقد البعض مجرد تقديم اقتراحات برغبة أو قانون أو رقابة شكلية ، وحسب خبرتي الطويلة والثرية في متابعة تلك اللعبة قلة من أجادوها من النواب ومن بين أولئك النواب “القلة” النائب عدنان عبدالصمد رئيس لجنة الميزانيات الحالي ، ولجنة الشؤون المالية في أكثر من دور إنعقاد .
الصراعات السياسية المحلية تتمحور حول السلطة والثروة وطرفيها الشيوخ والتجار وكل طرف يحشد مالديه من أوراق على شكل نواب أو رجال إعلام ومروجي إشاعات في الدواوين للحصول على الحصة الأكبر في السلطة والثروه سواء على شكل مناصب في هذا القطاع العام المترامي الأطراف أو على شكل مناقصات، الطرف الوحيد الغائب في تلك الصراعات هو الطبقة الوسطى والبسطاء من المواطنين ممن كان ومازال عدنان عبدالصمد صوتا لهم .
هذه هي النقطة الجوهرية في تاريخ عدنان عبدالصمد البرلماني، الانحياز لتلك الفئة من الناس “الطبقة الوسطى والبسطاء من المواطنين” في خضم هذا الصراع الشرس بين الشيوخ وبارونات المال ، رغم معرفته أن طرفي الصراع مدججان بكل أسلحة تحتاجها المعارك البرلمانية وهو لايملك منها إلا موقفه المبدئي ، وأن نفوذ أولئك لاينحصر فقط في داخل القاعة البرلمانية بل يمتد إلى خارجها في الدوائر الإنتخابية .
خلال السنوات الخمس الماضية عندما اشتد الصراع والاستقطابات على الساحة السياسية رأينا كيف حوصر المشهد السياسي بشخصيات لم يكن أحد يعرفها قبل أن تصنع من خلال الأجهزه الأمنية مرة باعتقال وأخرى بضرب مسرحي وثالثة بالحشد المالي من خلال البيوتات المالية، وقد حشرت الساحة حشرا الأمر الذي انعكس سلبا على كل تلك الكفاءات الوطنية التي حاولت تمثيل الطبقة الوسطى تحديدا بالتشويش عليها وشراء بعض الضمائر الغائبة عن الوعي.
عبدالصمد أحد تلك الكفاءات الوطنية وقد غيب صوته عن الساحة أكثر من مره بقرار من شيوخ الصراع مرة وبقرار من البيوتات المالية مرة أخرى لكنه صمد في موقفه وظل صوتا جادا وإن كان الضجيج من حوله لا يسمح بأن يسمع مثل هذا الصوت الجاد ، لكنها اللعبة البرلمانية وصراع الكبار التي يمكن أن ينخدع بها أبناء الطبقة الوسطى والبسطاء من المواطنين “السيد نجيب له سيد” ويذهبوا بعيدا عن مثل تلك الكفاءات التي يمثلها عدنان عبدالصمد .
أضف تعليق